في لقائه الاخير مع غادة عويس في حصاد الأسبوع على قناة الجزيرة كشف ولد الشيخ عن كلمة السر حول معضلة الأزمة اليمنية؛ مبيناً بأنها تكمن في غياب اﻹرادة الصادقة للحل لدى أطراف النزاع في اليمن..!
وعندما سألته المذيعة حول مدى استقلالية هذه اﻹرادة؛ أكد ولد الشيخ بأن الدول الراعية للتسوية في اليمن قد أعطت الضوء الأخضر لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن؛ وصرّح بأن العراقيل التي تحول دون حدوث ذلك؛ إنما هي مصطنعة من قبل أطراف الأزمة المتمثلين في الشرعية وصالح والحوثة..!
وكشف- في ثنايا حديثه- بأن البند السابع لن يتم تفعيله في اليمن مطلقاً، وقال بصراحة إن مجلس الأمن قد وضع القرار 2216 بصورة غير قابلة للتنفيذ..!!
كان ولد الشيخ- خلال هذا اللقاء- أكثر شفافية مما مضى.. قام بوضع النقاط على الحروف، وأنهى حالة الشك والتردد التي أحاطت به طوال فترة تناوله لملف الأزمة اليمنية..!
وقد ختم ولد الشيخ اللقاء بقوله:
إن خارطة الطريق، التي كانت آخر مقترح له، إنما هي عبارة عن خطوط عريضة لحل توافقي؛ وأنها موضوعة على الطاولة للنقاش والتعديل..
وأكد ولد الشيخ بأن العقدة التي تحول دون حدوث تقارب بين طرفي النزاع تتمثل في أن جانب الشرعية يرفض أن يقدم تنازلات في الملف الأمني، وجانب الانقلاب يرفض أن يقدم تنازلات في الملف السياسي..!
وبهذه التصريحات الجلية والشجاعة يكون ولد الشيخ قد برأ نفسه من تهم كثيرة لحقته خلال الفترة الماضية وألقى بالكرة في مرمى الطرفين، وكشف للشعب اليمني مدى تعنت وتصلب طرفي الأزمة ومقدار استهتارهما بمصير المواطن اليمني الذي يعاني سوء العذاب من حرب عبثية هزلية ليس لها رأس فيقطع ولا ذنب واحد فيحمل المسؤولية كاملة..!
أخيراً:
إن كانت اﻹرادة الدولية تقف بقوة أمام الحسم العسكري والإرادة الإقليمية لا تملك الشجاعة ولا القدرة الكافية لفرض هذا الحسم وإن كانت اﻹدارة السياسة الشرعية عاجزة عن استقطاب القاعدة الشعبية للانقلابيين ولا حتى الاستحواذ على ثقة ورضا بقية الشعب فضلا عن نيل ثقة خصمها فكيف ستحلحل الأزمة اليمنية.. متى ستتوقف الحرب.. وهل سيجلس الطرفان في المدى المنظور على طاولة لتوقيع اتفاق ينهي معاناة الوطن ومواطنه..؟؟؟
وإن لم يحدث هذا كما تشير جميع معطيات الموقف فهل سيبقى الشعب خانسا.. خانعا وهو يرى التعنت وأنانيتهم وتقديمهم لمصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن والشعب..؟
ثم هل سيبقى اﻹعلام المسيس يؤجج الأحقاد ويبث المخاوف ويغذي عدم الثقة بين اليمنيين إلى أن تهلك البلاد ويفنى إنسانها..؟؟؟!!!