كثير من خلق الله يماثلون "شقاة بيت الثُوير" وقصة شقاة بيت الثُوير تجسدت في قولة مأثورة يتداولها العوام في الضالع.
أمَّا مناسبتها فهي أن والدة أحد الشقاة بدلاً من أن تدعو الله كيما يرفل على ابنها بالرزق والعافية كانت تدعو ربها قائلة: اللهم ارزق وأنعم على بيت "الثُوير" اللهم اسقي أرضهم وأحفظ أنعامهم – بيت الثُوير يقطنون الآن غول سبولة وجوارها شمال شرق مدينة الضالع – حيث يشتغل ابنها في إقطاعيتهم الزراعية الشاسعة بمقياس ذاك الزمن.
تلكم المرأة ربما يغفر لها جهالتها وعفويتها وزمنها؛ لكن وعندما يكون القائل هنا أناسا نابغين ومؤهلين لإدارة مؤسسات وجامعات ووزارات؛ فذاك يعني أننا إزاء كارثة عظيمة.
فهؤلاء- وعلى ما لديهم من قدرات ومؤهلات- مازالوا مجرد شقاة أوغاد ديدنهم الإطناب في منجزات ومكارم رئيس مخلوع لا يستحق أكثر من لعنات اليمنيين الذين ما برحوا يقدمون آلاف المهج كقرابين مزهقة للخلاص من كابوسه.
نعم، هناك من يتباكى على نظام فاسد سرق ونهب ودمّر واغتال أحلام وتطلعات شعب مازال دمه سائحاً نازفاَ في معركة استعادة وطنه الذي أحاله الزعيم المهووس إلى إقطاعية له ولأقاربه وأتباعه الفاسدين المتحالفين اليوم مع جماعة كهنوتية همجية خارجة من كهوف العنصرية الشوفينية.
أسأل وبحيرة ودهشة: هل مرد هذه الأفعال المذلة المحتقرة لآدمية الإنسان اضطهاد مجتمعي أم انتهازية مقيتة؟.
ما إذا ما كان دفاع البعض من النخب الفكرية والثقافية وباستماتة عن المخلوع ونظامه العائلي العفن المتحالف الآن مع جماعة سيدي حسين، باعثه الأول الخوف والهلع الناتجين عن حقب تاريخية من الاضطهاد والهيمنة والتسلط القمعي المذل أم سببه الإفساد وشراء الذمم بالمال والوظيفة أم أنه نتاج للعصبية المقيتة للعرق والمكان أم الجهل المركب أم أم... من الأسئلة الصادعة للرأس؟.
ختاما، هنالك قولة مفادها قدرة الحاكم المتسلط على تدمير حرية أي شعب وبكل سهولة، ومن خلال الهبات والعطايا والمنح.
أجزم أن المخلوع نجح في تدمير كثير من النخب السياسية والفكرية والثقافية والدينية، فمن خلال إغداقه عليهم بهباته وعطاياه التي هي في المحصلة من دم وعرق وحلم البائسين المنهكين الجائعين، ها هم اليمنيون البسطاء في أتون رحلة كفاح لاستعادة وطنهم المسلوب منذ عقود وقرون، وعليهم أن يعثروا على وطنهم الذي يستحقهم وجدير أن يسكنهم ويعيشون لأجله وليس فقط يسكنوه ويهلكون في سبيله.