تحرير المخا- ميناء "البن" الواقع شمال مضيق باب المندب، بمسافة تقدر 70 كيلومتراً- هو إنجاز استراتيجي بكل المقاييس، لقد أمنت هذه العمليات العسكرية "الرمح الذهبي" مضيق باب المندب- الممر الاستراتيجي الهام- وانتزعت هذه العملية الجبارة ورقة تهديد الملاحة العالمية التي تهدد بها المليشيات بين الحين والآخر.
وعلى الرغم من أن المليشيات أعدت العدة وبوسائل مختلفة للقيام بأعمال إرهابية وتخريبية عدوانية على خطوط الملاحة في مضيق باب المندب، إلا أن الجيش الوطني وقوات التحالف نجحت في حرمان المليشيات من استخدام هذه الوسائل.
باب المندب هو الهدف الرئيسي للوجود الإيراني في اليمن عبر الوكلاء المحليين "الحوثي وصالح" ويهدف إلى تمزيق الجغرافيا العربية وعزل دول شبه الجزيرة والخليج عن دول وادي النيل مصر والسودان.
مهما كان الحال العربي اليوم فلازال لدى العرب القدرة على إدراك الخطر المشترك، وعبور العاصفة بكل تحالفاتها الوطنية المحلية والعربية من باب المندب شمالاً ووصولها إلى المخا وتأمين ذلك الممر بجهد عربي جماعي يعطي بارقة أمل في مستقبل عربي أفضل ويثبت أن العرب لا زلوا قادرين على العمل بشكل جماعي لدرء المخاطر التي تهدد وجودهم، ويجب أن تفهم إيران وأتباعها أن العرب قادمون وأن الفوضى الإيرانية لن تستمر وأن أفولها قد حان.
أثبتت هذه العملية الجبارة أن أيام المليشيا باتت معدودة وأن الخيارات أمامها ضيقه لكن بوسعهم أن يستخدموا خيار العقل ويعودوا إلى جادة الصواب ويعيدوا كل مقدرات الدولة اليمنية ومؤسساتها وأن الاستمرار في المغامرة انتحار فج وغير عقلاني.
لا يعرف البعض أن المليشيا تمنع المواطنين في المحافظات التي تسيطر عليها من السفر إلى محافظات أخرى محررة وتتلكأ في تسليم كشوفات رواتب موظفي الدولة وتضع الملايين من الناس تحت طائلة التجويع والقهر.
لقد نجحت الشرعية والتحالف في تحرير أكثر من 80% من الأرض، لكن المرحلة القادمة تتطلب تحرير ملايين اليمنيين من الجياع والمستضعفين والمقهورين في مناطق سيطرة العصابات الحوثية.
هناك بعض المنظمات الإنسانية التي أزعجتنا بحديثها عن الانتهاكات والسؤال هل لدى هذه المنظمات حل لإنقاذ الناس من العوز والحاجة ومساعدة الحكومة الشرعية بالضغط لتسليم رواتب موظفي الدولة كحق مشروع وذي طبيعة إنسانية صرفة.
ومثلما كانت المليشيا تحتمي بمواقع مدنية ها هي اليوم تحتمي بجوع الناس وعوزهم!
إن الشرعية الوطنية في اليمن والتحالف العربي لديه التصميم الكافي على استعادة اليمن عبر النفس الطويل وكل المؤشرات على كافة الصعد عسكرياً وسياسياً تؤكد أن المضي إلى الهدف المنشود تمضي بخطوات ثابته وبنفس المستوى من الجدية والصبر والثبات.
راهنوا على الوقت وراهن التحالف والشرعية على النفس الطويل واستوعبت سياسية النفس الطويل أيام المليشيات.
