كأنهم تظاهروا نيابةً عن العالم كله.. هذه أوّل مرّة في تاريخ مدينة نيويورك تُغلق فيها المحلات احتجاجًا على قرار رئيس أخرق! نعم.. وحدهم اليمنيون في نيويورك أغلقوا محلاتهم احتجاجا.. ثم تظاهروا بتنظيم دقيق لا سابقة له خلال اليومين الماضيين وقُبيل أن يلغي ترامب تنفيذه لقراره الظالم مثل هذا الشعب لن يموت! بالطبع..
نجحت التظاهرة لأنه لا غبار ولا ميليشيات في أميركا! لا سابقة لمثل هذه التظاهرة المنظمة الحضارية في تاريخ الجالية منذ قدِمَ أوّل مهاجر يمني إلى الولايات المتحدة في 1866 الجالية اليمنية في نيويورك وأميركا تعيش هذه الساعات شعورا بزهو الانتصار كما لم تشعر به من قبل ليس فقط لأن ترامب خسر قراره المجحف أمام المحكمة والرأي العام الأميركي والعالمي.. بل لشعورها أنها قدّمت مشهدًا سياسياً وحضارياً نال إعجاب الأميركان.. والجاليات الأخرى! لقد نظمت تظاهرة حضارية وناجحة في قلب نيويورك ضد عنصرية ترامب وقراره كانت الفعالية حديث وسائل الإعلام حتى أن قناة ال c n n أعلنت أن اليمنيين الأميركيين في نيويورك سيغلقون محلاتهم احتجاجاً على قرار ترامب إلغاء تأشيرات المهاجرين من بلدهم الأصل.. اليمن! تنسيق وتنظيم أذهل الأميركيين! حتى الجاليات العربية انذهلت من تنفيذ إغلاق المحلات.. وروعة التنظيم والخطابات.. والإصرار على البقاء طوال يومين رغم البرد الشديد! كان وراء هذا الترتيب العشرات.. بل المئات من أبناء الجالية.. بل كلّ مَنْ حضر وظل طوال يومين وسط صقيع نيويورك رئيس الجالية في نيويورك الشاب المحبوب لدى الجميع فتْحْ عِلاية أدار ونسّق.. كثيرون إلى جانبه أداروا ونسّقوا ونجحوا.. هذا هو الجيل السابع من يمنيّي أميركا.. جيل الإنترنت والحقوق.. والفهم.. والعلم..
حتى هذه الصور البديعة كانت بكاميرا المصوّر العالمي اليمني الشاب أنور.
نقول لكل فرد في الجالية.. شكرًا لك
حتى الأطفال تظاهروا.. وسط البرد القارس!
لقد رفعتم رؤوس اليمنيين.. ياقومنا في أميركا..
لذلك.. شعبكم هنا.. يقبّل رؤوسكم جميعاً..
وطنكم الأم يحيّيكم..
أنتم الدليل الباهرُ على عافيته وقوّته