ألف مرحبا بـ 11 فبراير، ففيه دقت ساعة الصفر لانعتاقنا من حكم العائلة، وفيه قررنا استعادة الجمهورية من الذين أفقدوها مضمونها، وتسللوا مثقلين بأطماع الاستحواذ، وأفكار السلالة المقيتة إلى مفاصلها، وأرادوا تشويه بياض صفحتها.
نحب فبراير لأننا نحب هذا الوطن المعطاء، لأننا نريد وطناً خالياً من حكم السلالة والعائلة، نقياً من الظلم، بعيداً عن الجبروت، سالماً من الأزمات والملمات التي يصنعها الحكام ليظل الشعب تحت رحمتهم.
لو لم تكن ثورة 11 فبراير المجيدة لكان أصبح الشعب كقطعة أرض يورِّثها الأب لأبنه، فيعيث فيها الابن فساداً وإفساداً ثم يورثها لورثته ليكملوا ما سلِم من التدمير في عهده.
بيننا وبين 11 فبراير موعد لن نخلفه نحن ولا الحرية مكاناً سوى، بيننا وبينه عهد قطعناه في ساحات الحرية والعزة والكرامة وفحواه أن نظل نحتمي تحت ظل الحرية حين يداهمنا الظلم بقضه وقضيضه، وأن نفزع مدافعين عن قيم 11فبراير حين يحاول خفافيش الظلام سلبها.
الحرية غالية، ووطننا أغلى، ولسنا والوطن سلعة يتوارثها الآباء عن الأبناء، كما أننا لسنا عبيداً فنحتاج لسيد، ولا جهالاً فنحتاج لمن يتمنطق بسلالته ونسبه ليطفئ أحلامنا الزاخرة بالحرية والعدالة والمساواة.
ستظل شعلة ثورة 11 فبراير متقدة، وسنظل نرفدها بالأرواح والدماء والولاء، وقبل ذلك لن يسلب أحد- مهما امتلك من قوة- حريتنا في اختيار من يحكمنا كشعب متساوٍ ليس فيه سيد ومسود، ومواطن وزعيم.
حين خرجنا في 11 فبراير كانت صرختنا المدوية، وكلمتنا الأولى والأخيرة أن يرحل من سخر الوطن للأسرة، ونعيدها اليوم صارخين من جديد.
يرحل من أراد حكمنا باسم الأسرة أو باسم السلالة، أو باسم الحق الإلهي المزعوم، ووجه سلاح الوطن نحو مواطنيه..
يرحل هؤلاء غير مأسوف عليهم تلعنهم الأجيال، ويذكر سوء فعالهم المؤرخون، وتذكرهم الأيام القادمة ككابوس تسلل في ذات غفوة.
أيها الفبرايريون المسافرون في فضاءات الحرية :
لتكونوا أنتم لا سواكم رمزاً لهذا الوطن الحبيب، ستظل الأجيال مدينة لكم بكل وقفة وقفتموها في وجه أعداء الحياة…
الوطن يرسل لكم تحيته في كل حين، وعصافير الصباح تقف لتحييكم، والورود تستقي عبقها منكم، والأبطال بك يقتدون.
أنتم الوطن لا سواكم، وما عدا ذلك بقايا سراب خادع..
كل عام وأنتم في نصرٌ يتبعه فخر، وجهادٌ نتيجته استرداد، وعطاء يضفي على فجر وطننا السنا، وبذلٌ يبهرُ الفكر والعقل، وعلى طريق الحرية لوطننا الغالي تتشابك الأيدي ونقترب اكثر من فجر الحرية الوضاح.
دمتم سالمين.