التحالف التكاملي في اليمن
عبدالسلام محمد
لا زال التحالف العربي يقدم دعماً لاستعادة الدولة اليمنية ولا زال يقدم شهداء في الميدان آخرها إعلان استشهاد إماراتيين اثنين في المخا.. في المقابل يقدم اليمنيون تضحيات كبيرة ليس لإسقاط الانقلاب فحسب بل لتحجيم نفوذ المشروع الإيراني وبتر أطرافه المهددة لأمن الخليج !!
إذن هناك هدف مشترك واضح هو الأمن الإقليمي الذي يعد اليمن جزءاً لا يتجزأ منه وبالتالي فإن اليمنيين والخليجيين ينطلقون باتجاه تحقيق هدف واحد وكل ما يقدمونه من تضحيات اقتصادية وعسكرية وسياسية وحتى البشرية وهي أغلى التضحيات هي في مصلحة الطرفين الخليجي واليمني وأيضا في مصلحة أمن القرن إفريقي والشرق الأوسط والعالم.
إلى هنا لا يستطيع طرف من أطراف التحالف المزايدة على طرف ما خاصة وأن العلاقة تكاملية إذ لا يستطيع اليمنيون وحدهم مواجهة مشروع انقلابي مدعوم من دولة إقليمية كبيرة مثل إيران؛ كما لا يستطيع الخليجيون أن ينجحوا عسكرياً في اليمن دون وجود شركاء محليين مخلصين على الأرض..
ولذلك فإن المخاوف التي يثيرها الإعلام الانقلابي من حالة احتلال خليجي لليمن هي مبنية على أهداف واضحة لخلخلة التحالف التكاملي بين دول الخليج وشركائها على الأرض من اليمنيين.
وبالتالي فإن أي طرف حليف أو خصم للتحالف يستهدف أي شريك محلي أو إقليمي إعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً؛ هي محاولة لتحقيق هدف الانقلابيين وداعمهم الإقليمي في تفكيك هذا التحالف التكاملي.
إلى هنا الهدف واضح.. لكن تبقى المعارك الإعلامية داخل أطراف التحالف التكاملي تخلخل معنويات وثقة المقاتلين على الأرض وهذا يحتاج لحملة علاقات عامة لإعادة ضبط الخطاب السياسي والإعلامي لكل طرف ليكون أكثر طمأنة للطرف الآخر.. بل يحتاج التحالف التكاملي بين الخليجيين واليمنيين في معركتهم الكبيرة لطمأنة الشعب اليمني على كل المستويات بالذات الاقتصادية والسياسية خاصة مع طول المعركة التي لا تزيد من الكلفة البشرية فحسب بل تنحت في ثقة الشعب ما لم تكن هناك إجراءات لإعادة التذكير بسمو الهدف وزيادة الثقة.
وحتى تحقيق ذلك يجب أن لا تخلخل الأولويات ولا يجب السماح لأي طرف في معادلة التحالف التكاملي خلخلة بنية التحالف بحجة تغيير التوازنات السياسية أو الفرصة للانتقام من خصم ما داخل التحالف لأن ذلك - خاصة قبل انتهاء المعركة - يعني تقديم دعم غير مباشر للانقلابيين والمشروع الإيراني!..
وإلى جانب مخاوف ترتيب الأولويات تظهر مخاوف خطيرة وإن كانت مستبعدة وهي إن كان هناك تغيير استراتيجي في الأهداف لأي من الأطراف التكاملية أم لا.. وذلك يحتاج لمراجعة شاملة لخارطة الحلفاء بناء على ظهور أهداف جديدة لأي طرف من أطراف التحالف !
فمثلا إذا كان هناك طرف يريد عودة صالح كشريك في الحكم هناك طرف آخر يرى أن إعادة هيكلة المؤتمر لا تستدعي بقاء عائلة صالح وهناك طرف ثالث يرى أن بقاء عائلة صالح في الحكم يعني بقاء المشروع الإيراني قويا.. وهذا المثال فقط يؤكد أن التحالف التكاملي يحتاج لمراجعات لتحقيق هدفين رئيسيين لضمان تحقيق هدف معركة التحالف العربي من الأساس.. أولا: إعادة ضبط الأهداف وتقييم الحلفاء؛ وثانيا: طمأنة الشعب اليمني وكسب ثقتهم أكثر!..