قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
بسيفك يعلو الحق والحق أغلب وينصر دين الله أيان تضرب
يقول المثل (إن غدا لناظره قريب) فهناك معارك ضارية وطاحنة تجري في اليمن وانتصارات باهرة يحققها الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وبداية انهيار لمليشيا الحوثيين وعلي عبدالله صالح المدعومة من الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة نظام الولي الفقيه وذراعه العسكري الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
قبل أيام استطاع الجيش الوطني اليمني من الاستيلاء على ميناء المخا وأيضا ميناء الحديدة على البحر الأحمر مما شكل ضربة قاصمة للحوثيين وأعوانهم وقطع عنهم الشريان الإيراني الذي يزودهم بالسلاح وأيضا المرتزقة من خلال موانئ المخا والحديدة التي كان يديرها الحوثيون وتعتبر هي الشريان الذي يبعث فيهم النشاط والحياة.
الدليل على اشتداد المعارك وضراوة الحرب هو استشهاد رئيس أركان الجيش اليمني اللواء أحمد سيف اليافعي إثر إصابته بصاروخ حراري عندما كان يقاتل في الصفوف الأولى في المعارك الجارية في المخا رحمه الله وطيب ثراه مصداقا لقوله تعالى(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) فهي نهاية رجل شجاع.
بالأمس حدث تطور لافت في المعارك حيث استطاع الجيش اليمني الوطني بمساندة طيران التحالف الاستيلاء على جبال حبش والساير والثأر المحيطة بمدينة صعدة بحيث أصبحت في مرمى نيرانهم وهو تطور خطير في مجرى الحرب في اليمن فلو أن تم طرد الحوثيين من معقلهم في صعدة فلن يتبقى غير العاصمة صنعاء التي سيأتي دورها قريبا بعد السيطرة التامة على محافظة صعدة.
نعتقد أن التحول في السياسة الخارجية الأمريكية بعد مجيء الرئيس ترامب ورحيل الرئيس السابق أوباما سيء الذكر والتحالف الجديد بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية سوف تظهر نتائجه سريعا في حرب اليمن المتوقع أن يتم حسمها خلال أشهر وهي المرحلة الأولى من الحرب على الإرهاب والراعي الرسمي له إيران في كل من سوريا والعراق ولبنان لأن الخطر الإيراني أصبح يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل.
أيضا هناك توتر في العلاقات بين إيران وتركيا وقد استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير التركي في طهران وسلمته رسالة احتجاج على تصريح للرئيس التركي أوردوغان أن الحشد الشعبي يمثل خطرا على أهالي الموصل ومنهم التركمان مما ينذر بحدوث مواجهة بين تركيا وإيران في الوقت الذي يكون فيه تقارب بين تركيا والسعودية بعد زيارة ناجحة قام بها الرئيس التركي للسعودية قبل أيام وهو ما يثير غضب نظام الولي الفقيه الذي يشعر أن هناك حصار حوله تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة كل من تركيا والسعودية وقد بدأت أولى بوادره في اليمن التي ستكون بداية النهاية للراعي الرسمي للإرهاب وأذنابه في اليمن وسوريا والعراق ولبنان فقد دنا زواله وقربت نهايته.
إن حرب اليمن تشهد معارك ضارية واشتعالا على كل الجبهات وهناك بوادر على قرب انهيار الحوثيين في معقلهم صعدة وسوف يطردون منها شر طرده وبعدها يكون الدور على صنعاء كما يقول المثل (لا بد من صنعاء وإن طال السفر) فقد استنزفت هذه الحرب ولا تزال ثروات دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية التي تقدر بعشرات المليارات والانتصار في هذه الحرب ستكون له آثار إيجابية كبيرة ليس على الخليج فحسب ولكن على العالم أجمع لما يمثله الحوثيون ومن وراءهم إيران من خطر كبير على الملاحة في باب المندب الذي يشكل أي تهديد له خطر على العالم ككل.
