من كلمات المحضار رحمة الله عليه
حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن.. حبي لها أمي سقتنا إياه في وسط اللبن.. إن عشت فيها لأجلها عانيت.. وإن غبت عنها أنا لها حنيت
والحاصل أن الحب شي ماله ثمن... من قال محبوبتي من؟؟ قلت اليمن
تلك المعاني الممزوجة بالموسيقى التي غنائها عمار العزكي وهو يذرف دموع الألم على وطن دمرته حرب قوى العنف، بكى وأبكى الحضور والجمهور في الداخل والخارج، الفن والموسيقى لغة عابرة للقارات والمحيطات تخاطب الضمير والروح والمشاعر الجياشة بالإحساس المرهف، تخاطب الإنسان وتستدعي إنسانيته، فأوصل رسالته، وعبّر عن وطنيته وحبه لهذه الأرض، قال- في أبسط عباراته- (يكفينا حرب.. أقولها للسياسيين تغربنا تبهذلنا يكفينا حرب شوفوا لنا حل) أنها رسالة هل يمكن أن تؤثر برجال مفرغين من الإنسانية والمشاعر (الشخصيات العدوانية) التي ترقص على الزوامل وطبول الحرب وعبارات الحشد والتحريض للموت. شتان بين ثقافة الحياة في غناء عمار وثقافة الموت في خطب السيد والمخلوع.
وهناك أهمية للصوت والغناء و الموسيقى في بناء روح الإنسان منذ الطفولة عبر الحوار المفهوم وغير المفهوم، بين الطفل ووالدته مؤكداً أن الخيط الرفيع الذي يربط الطفل بالأم يتجلى بالموسيقى الموجودة في صوت الأم، فيخرج للحياة أم أن يرضع من محيطه ثقافة العنف والتوحش أو ثقافة السلام والمدنية والحب والتسامح والتعايش، وفينا فئة توحشت ارضعوها العنف تهدد اليوم المجتمع بكل مكوناته والوطن ومصالحه الوطنية والمستقبل المنشود.
إن قضايا الموسيقى تستمد أهميتها من أهمية الموسيقى ذاتها، كفن يعتبره أفلاطون أرفع الفنون وأرقاها، لأن الإيقاع والتوافق في يقينه يؤثران في النفس الباطنه، والحياة الانفعالية للإنسان، بما ينعكس أثره على أعضاء الجسم وأجهزته.
أرد عمار في رسالته استعادة الحياة لوطنه بعد أن مل الاغتراب معبرا عن شريحة بالملاين مغتربون عن وطنهم بحثا عن لقمة العيش يعيشون اليوم الرعب مما تصلهم من رسائل الموت والدمار والخراب الذي طال ويطول مدنهم وقراهم، رسالة لكل السياسيين وأصحاب القرار رسالة للإقليم والعالم كفى حرب اتركوا لليمنيين فرصة حياة كريمة.
بينما الوحوش ترقص على أنغام الزوامل وطبول الحرب على أشلاء الموتى وجروح الجرحى ونيران القذائف وفي الجبهات والمقابر وساحة الحشد والتحريض، وشتان بين أناسا و وحوش بشرية