المجتمع المريض والمحقون عنوة ليكون مطيعاً للاستبداد، يصنع البيئة المثالية للإرهاب، بشقيها العنف السياسي والعنف الاجتماعي، المرتدي ثوب الفضيلة الوطنية أو العقائدية، إرهاب ينشأ من جماعات خارجة على القانون يحتضنها إرهاب الدولة أو إرهاب المليشيات التي ترفض الدولة وتعطل مؤسساتها وترمي بالنظام والقانون جانبا لتمارس العهر السياسي للقائد الفذ .
خدعنا كشعب طموح وشغوف بالمستقبل المنشود الخالي من الاستبداد والطغيان والهيمنة، بمعارضة ترفع شعارنا وتدعي أنها حملت السلاح لأجلنا، ومن أول يوم تتربع السلطة تمارس أبشع ما مورس في حقها بانتقام بغيض وحاقد، وإذا بنا بواقع مرير اشد مرارة من واقع رفضناه، تشعر بحجم اللوثة التي أصابتهم من الحقن والمعانات ليمارسوا ردود فعل مريضة ضد الآخر ويفرضون واقع إرهابي .
كل الجماعات الإرهابية تتشابه، في أدواتها وسلوكياتها، وتختلف في جزئيات بسيطة في خططها في النهاية تؤدي لنفس الهدف هو الموت لكل من يعارضها، أو إخضاعه لأجنداتها .
الذي استخدم القاعدة يوما لفرض واقع يخدمه، لا نستغرب أن يستخدم أخواتها لنفس الهدف، فالجماعات الإرهابية تلتقي معا في خدمة المستبد، وهكذا هي داعش ونسختها طبق الأصل جماعة الحوثي ومركز عمليتهما المخلوع وتوزيع الأدوار .
الإعلام الحربي هو ذاته، وصناعات الصواريخ، والقوارب المتفجرة عن بعد، والفخاخ المتفجرة وزراعة الألغام، التعذيب، وتصفية أدوات إبراز الحقائق من صحافة وإعلام، تجد نفسك أمام مقارنة للبحث في صورة عن الأخطاء الخمسة .
واليوم يؤكد لنا الحوثي هذه المقارنة في معرض صناعاته للطائرات بدون طيار، بحثت في جوجل وجدت خبرا شبيها قبل أشهر لداعش بنفس الفكرة والمعنى والهدف، إنها ثمرة من تلك الشجرة الخبيثة القاتلة للحياة والتي لا تقبل لغيرها أن يعيش على تلك الأرض التي تتواجد فيها انه الإرهاب بكل معانية وصفاته وأهدافه .
حتى صرت خائفا من كل جماعة أصابتها لوثة الماضي البائس وحقنه، وردود أفعالها اتجاه الآخرين، التي تقدمها كجماعة إرهابية فقدت القدرة على التعايش والشراكة وقبول المختلف، خوفا من أن الإرهاب يطوقنا من كل جوانب الحياة حتى من اقرب الناس لنا، ولم تعد تشعر بالأمان والله،جنبنا الله شر أعمالهم .