;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

رياح الفتن ونوافذ الشرعية 1219

2017-03-02 06:44:17

رياح فتنة تلوح في الأفق،أبطالها سماسرة الحرب وتجار السلاح ومستثمري معانات و وأوجاع الناس، وما أسهل بث الفتن اليوم في ظل (تويتر والفيس بوك والواتس ) منشورات وأخبار مفبركة نسخ ولصق لتسعير نار الفتن، ويعمد البعض عن قصد أو بغير قصد إلى تسعيرها دون تقدير لنتائجها المدمرة لما تبقى من وطن، وبث الرعب في أوساط الناس، لقتل أي بادرة أمل فيهم لتجاوز المحن، اليوم الناس تعيش في رعب من القادم الذي يتشكل في أذهانهم من تلك الرياح التي تعصف بالوطن وبالخصوص مدينتي عدن.
ما أشبه اليوم بالبارحة، تلك الرياح ليست الأولى ولن تكن الأخيرة، فالمغرضون والطامعون والواهمون بالهيمنة والتسيد والسيطرة لن يكلوا ولن يملوا في بث فتنهم،وسيلتهم السهلة والإشاعة بضاعتهم الرائجة للوصول لأهدافهم، إن فلح عفاش فلحتم، ها هو في شر أعماله مهان، فهل تتعظون يا أولي الألباب .
ويتأثر الإنسان بالانفعالات في الوسط الذي يعيش فيه، الانفعالات الكامنة كالحب والكره، واليوم ثقافة الكره هي التي تولد تلك الفتن وتسعر نارها، الكاره يتقبل المعلومات التي تغذي كراهيته، ويشعر بالشماتة لخصومة، ويروج للإشاعات ليرضي قناعاته المشوهة بالكره، و الكراهية تقتل صاحبها أولا، ومن تجارب الزمن وحكمة الأسلاف،من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.
بعضهم تغريه الأصوات العالية والنبرات الحادة والمستفزة، من يرفضون اختلاف الرأي، ويستنقصون المختلف معهم بالفكر والقناعات، يظنون أنهم دوما على حق وأن على الآخرين سماعهم وتبني آرائهم، إيمانهم أن الانفعال والفتن والإشاعات إحدى طرق أخذ المزايا في السياسة، قناعات ترسخت بمزيد من الحشد والتحريض على الآخر والتعايش والوفاق، فحسموا أمرهم دون دليل وبرهان وعدل وقضاء بأن الآخر شيطان وهم ملائكة، ثقافة تضعهم في ذات المربع القابع بهِ عفاش، ومن المؤسف أنهما يخدمان بعض، كشياطين للشر.
لا مجال اليوم لتجاوز ما نحن فيه، غير دولة اتحادية بمؤسساتها العسكرية والأمنية والتنفيذية لضبط إيقاع الحياة، مؤسسات تخضع لسلطة الدولة والشرعية، الشرعية التي ارتضيناها لتستكمل بناء هيكل الدولة، لتستقر الحياة وتسوي الملعب لانتخابان واستفتاء حرة ونزيهة ليقول الشعب كلمته الفصل في مصيره ومستقبلة، وينتخب شرعية بإرادته بحرية وشفافية وعدل ومساواة دون قيد أو شرط.
التحالف العربي والتوافق الداخلي والقرارات الأممية كلها تصب لدعم الشرعية واستعادة العملية السياسية، واستكمال التحول والتغيير لدولة اتحادية، يجب الوقوف بحزم ضد من يعمل بعكس ذلك، أو يعيق مهام الشرعية في إرساء كيان الدولة ومؤسساتها على الأرض،والتصدي للفتن، وترميم تصدعات الزمن والشروخ الاجتماعية والوطنية التي تختبئ فيها رياح الفتن وتبث منها روائحها النتنة، اتقوا الله في هذا الوطن والمواطن الذي لم يعد يحتمل المزيد، وعلى الشرعية أن تكون عند حسن الضن وتبتعد عن أثارة النعرات وحساسيات الماضي، وممارساته القذرة، وتطبع الحياة، رواتب الناس، الجوع كافر، هل تستطيع حكومتكم و وزراؤها العيش دون رواتب لستة أشهر، الكهرباء والماء، والأمن والأمان والاستقرار، وفعلوا النيابة والقضاء والأجهزة الرقابية والمحاسبة لمحاربة الفساد والفاسدين، لتغلقوا الأبواب والنوافذ التي تأتي منها رياح الفتن (النافذة التي تأتي منها الريح سدها وأستريح)، ولستم في مأمن منها، تلك الرياح التي ستلتهم ما تبقى ونارها ستحرق الجميع وحينها ستكونون المسئولين عن ما آلت إليه الأمور والله على ما أقول شهيد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد