لا أعتقد أن هناك مطبخاً يستهدف الهاشميين، كما أن التشكيك في وطنيتهم تعميم خاطئ، ولكن تصعيد التناول الإعلامي نتيجة طبيعية للدماء التي يسفكها تنظيم الحوثي المدعوم سياسياً من تنظيم الهاشمية السياسية وعسكرياً من تنظيم المخلوع صالح الأمني.
ونتوقع أن هذه الدماء وهذه الحروب لها تبعات وتداعيات أسوأ من كل ما يكتب من مخاوف.
وبالتأكيد ما لم تكن هناك إجراءات استباقية فإن الهاشميين الأكثر تضرراً في مراحل الصراع القادمة ذلك أن جائحة الحوثي استهدفت بدرجة رئيسية فصل الأسر الهاشمية عن محيطها اليمني ونسيجها الاجتماعي.
ولا نستغرب من توقعات تشير إلى أن أكثر الانتقام الذي يستهدف الحوثيين سيكون من قبل أنصارهم من القبائل الذين شعروا أن أبناءهم تحولوا وقود حرب فقط لمشروع لا يخدم مصالحهم إنما يخدم السلالة التي ترى في أن الحكم حق إلهي لها .
وبالنظر إلى العوامل الأخرى أود هنا أضع نقطتين تمثلان رؤية لتجنيب اليمن كارثة الانتقام في المستقبل :
أولاً: هناك خلط بين الهاشمية كأسر وتنظيم الهاشمية السياسية ككيان موازي للدولة وله امتداداته الإمامية وانخرط في حرب إبادة ضد اليمنيين وهذا يحتاج إلى مشروع خاص بالدولة لتعريف واضح لهذا التنظيم السلالي واجتثاثه وتشكيل محاكم جرائم حرب ضد من سفك الدماء ومن ساعد ودعم وموّل الحرب، يتبعها عدالة انتقالية تفرض حظراً سياسياً على من تورط في هذا المشروع الدموي .
ثانياً: على الهاشميين أن يتخلوا عن نزعة الاصطفاء الديني والانخراط في أوساط اليمنيين كمواطنين صالحين لهم كامل الحقوق وعليهم كل الواجبات وأن يبادروا بتقديم مشروع تجريم الكيانات المنظمة والمضادة للوطنية والقائمة على العرق أو السلالة أو المنطقة ورفع الغطاء عن كل مجرم شارك في سفك دماء اليمنيين .
يحتاج جميع اليمنيين للشجاعة في معالجة تبعات الانقلاب الكارثة وعدم الانخراط في حملات دعائية تخلط الأوراق وتذهب بنا إلى دورة صراع جديدة ننسى معها المجرمين الأكبرين علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي وأتباعهما من قيادات النظام السابق وتنظيم السلالة ممن تورطوا في إسقاط الدولة ونشر الفوضى وبث الرعب وقتل واختطاف اليمنيين!!