لم يكن غريباً أبداً العداء الأخير من دول أوروبا وآخرها "هولندا" _ التي لم نسمع لها (نفس) منذ سنوات _ لـ"تركيا" التي أغضبت من يتحكمون بالعالم بتفوقها السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي ..
فقضية عداء دول أوروبا خاصة لـ "تركيا" من وجهة نظري التي أراها صحيحة 100% هي كالآتي:
بعد أن ذهب النظام الأميركي بقيادة "أوباما" الذي كان يواجه النظام التركي من تحت الطاولة، وبسبب السرعة الهائلة في التطورات التي تحدثها "تركيا" على الصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي جن جنون الحكام السريين للعالم "الماسونية" والذين يرون أن نهضة "تركيا" أكثر من اللازم هو خطراً كبيراً عليهم، ولذلك قرر هؤلاء محاربة "تركيا" تحت عدة مسميات..
كان الحكام السريون للعالم يوكلون "الولايات المتحدة الأميركية" مهمة تفكيك النظام التركي الحالي والخلاص منه، إلا أن الانتخابات في "أميركا" وانشغال الإدارة الأميركية بالفوضوي "دونالد ترامب" وقراراته، إلى جانب أن النظام ما زال جديداً أربك حكام العالم السريين وجعلهم يبحثون عن قوة أخرى "مؤقتة" تصارع "تركيا" "مؤقتاً" حتى يتم السيطرة على الوضع في "البيت الأبيض"، لأن الأتراك ينطلقون، ولا أحد يواجههم بسبب انشغال الأميركان وهذا ما جعل الأمر يتجه نحو أوروبا ..
يشعر حكام العالم السريين بأنه إذا تم انتظار الإدارة الأميركية الجديدة حتى ترتب أوضاعها لتصارع النظام التركي سيكون متأخراً جداً، وأول خطوة تهم هؤلاء الحكام هي عرقلة منح الرئيس التركي "أردوغان" الصلاحيات الكاملة من خلال الاستفتاء على الدستور، وإدخال النظام التركي في متاهات حتى يتعرقل الاستفتاء، وهذا ما جعل دول أوروبا تنتفض ضد "تركيا" ..
لم يأت منع "هولندا" التي لم نسمع لها صوت سياسي عدائي منذ فترة لم يأت منعها لوزير الخارجية التركي من الهبوط بطائرته من فراغ، ولم يأت عداء "ألمانيا" للنظام التركي بالصدفة، بل كل هذا جاء بتوجيهات من القوى الخفية التي تتحكم بالعالم، فقد أوكلت هذه القوى دول أوروبا مهمة إشغال الأتراك مؤقتاً بينما تعود الروح للبيت الأبيض الذي سيتولى المهمة على أكمل وجه، وأعتقد بأن الأتراك قد فهموا تلكم اللعبة التي يراد منها الخلاص من النظام التركي عبر موت سريري تشارك فيه كل دول العالم المعادية للإسلام المعتدل والتي تطلق عليه "الإسلام السياسي" ..
لكن على الأتراك أن لا يواجهوا هذه الألاعيب بالكلام والصياح، بل بالعقل والعمل، فتصريحات الرئيس التركي الأخيرة من وجهة نظري كان مبالغ فيها، ﻷن ذلك يظهر الأتراك بأنهم لا يستطيعون الرد سوى بالتهديدات، مع أننا تعودنا من النظام التركي الحالي دائماً العمل بهدوء والرد الحاسم في الوقت المناسب حيث يكون الرد موجهاً جداً بالنسبة للقوى العالمية الظلامية ..
الخلاصة: هي أن قوى الاستكبار في العالم لا تريد استفتاءا يمكن الرئيس "أردوغان" من توسيع صلاحياته، وكذلك أغاضها التفاف معظم المسلمين حول "تركيا"، وبذلك كلفت هذه القوى دول أوروبا بمصارعة "تركيا" حتى يتم ترتيب الأوضاع في "البيت الأبيض" ﻷن الوقت يسير بسرعة ونجاح الاستفتاء التركي سيكون ضربة أخرى موجعة في خاصرة الأعداء.. ليحفظ الله الإسلام الصحيح والمسلمين الصادقين ..
ألقاكم بوطن ..