تٌمثل المعركة الدائرة في البوابة الشرقية لصنعاء استنزافاً كبيراً لميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية في العدد والعتاد اعتباراً بالخسائر المهولة التي تحصدها الميليشيات.
موقع وأرض المعركة اختارها الجيش الوطني عن قوة، وهو الطرف المٌهاجم، ويخوضها الانقلابيون مجبرين وهم في موقف الدفاع.
يعتقد الانقلابيون أنهم يحتمون بجبال صنعاء لكنهم يدفعون في كل شبر خسائر ضخمة وضحاياهم يتساقطون كتساقط أحجار جبالها الشاهقة والشاسعة، لقد أصابتهم دعوة تلك العجوز المظلومة التي قتلوا أولادها وفجروا منزلها: (الله يجعلهم طايحين في الجبال..).
يتم استدراج الانقلاب إلى مربع نزال اختاره الجيش الوطني بعيدا عن العاصمة صنعاء التي يقطنها حوالى 3 ملايين ساكن، خصوصا إذا ما تم الأخذ بالاعتبار بأن الميليشيات تحتمي بالسكان وبالمنازل وتستخدم المواطنين دروعا بشرية.
*ارتباط العمل العسكري بالقرار السياسي للحكومة ولدول التحالف العربي وتضارب المصالح له تأثيره الفاعل في سير عمليات التحرير وطبيعة العلاقة بين الحل العسكري والسياسي.
العامل الداخلي أيضا له أهميته، الكٌلف المضاعفة التي تعترض طريق الجيش، التشبث بفرص الحلول السياسية والورع في سفك مزيد من الدماء والحرص على سلامة المدنيين وتجنب المواجهة في المدن والمناطق الآهلة بالسكان.. فوق ذلك كٌلف إعادة بناء الجيش بما يعني ذلك من احتياجات وتحديات التدريب والتأهيل والتسليح والخدمات، وملف الشهداء والجرحى والأسرى، وهذه في المحصلة تمثل أعباء مالية ضخمة بشقيها إيرادا وإنفاقا، بما يصاحب ذلك من تحديات تأمين مصادر تمويلية آمنة ودائمة وقصور واختلالات في الإنفاق.