هكذا انسلخت مليشيا الحوثي وصالح الإرهابية عن كل قيم الإسلام وأخلاق العرب في الحرب فلم تحترم بيوت الله والمصلين.
يدعون الإسلام ويستهدفون المسلمين أثناء أداءهم صلاة الجعة في مسجد كوفل غرب مأرب بكل جرأة على الله وبيته وعباده المصلين.
ولم تتورع مليشيا الحوثي وصالح عن جريمتها تلك بل فاخرت بها في إعلامها وتستبشر أن كافة مستشفيات مأرب تكتظ بمئات الجرحى وتعلن حالة الطوارئ القصوى.
لم يكن استهداف المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مسجد كوفل بصواريخ متوسطة المدى من قبل مليشيا الحوثي وصالح إلا انسلاخ عن الدين وانحلال عن العروبة وعهر سياسي وانهزام عسكري كل ذلك دفعها إلى تلك الجريمة الكبرى التي تهتز لها السماوات والأرض معلنة حرب صريحة ضد الله ورسوله ودين الإسلام .
لم يكن ذلك المبنى الذي استهدفته المليشيا في كوفل عبارة عن صالة اجتماعات عسكرية، ولا مقر قيادة ولا غرفة عمليات، بل بيتاً من بيوت الله تقام فيه الصلاة في أوقات معروفة .
كان الاستهداف الصاروخي من قبل مليشيا الحوثي وصالح لكوفل في تمام الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً يوم الجمعة، وقت أداء صلاة الجمعة، والكل يعرف ان ذلك الوقت يكون المسلمين في المساجد، والمليشيا تعرف ذلك وأطلقت الصواريخ باتجاه مسجد كوفل، لأنها لا تصلي ولا تحترم الصلاة ولا المصلين ولا بيوت الله، بل تنتهز ذلك الوقت وترى ان ذلك الفرض للصلاة في جماعة عبارة عن فرصة عسكرية لقتل المئات من المسلمين بدون تردد أو حتى خجل وتورع بل تفاخر بجريمتها تلك التي ربما لم تجرؤ على ارتكابها قوى الصهيوينة والنصرانية والشيوعية .
سمعنا وقرأنا عن عرب الجاهلية الكثير وعرفنا كيف كانوا يحترمون عادات العرب وتقاليدها في الحرب كما يحترمون الأشهر الحرم وكل ما يتعلق بالدين على الرغم من إشراكهم بالله وعبادتهم للأصنام .
خضنا وعشنا حروب الثأر القبلية وخاضها آباءنا من قبلنا لسنوات بل لعقود من الزمن ولم يقدم طرف من أطراف حروب الثأر على قتل المصلين في المساجد ولا استهداف بيوت الله وكانت الحرب لها قوانين لا تتناقض مع قيم وأخلاق العرب ومبادئ الإسلام وكل مقدس في الدين .
لم نر تلك الجريمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح بحق المصلين في مسجد كوفل في عدوان الصهاينة على غزة، والكارثة أنها جاءت ممن يدعي الإسلام .
مسجد كوفل لم يكن في جبهة حرب مشتعلة، ولم يكن يتعرض للاستهداف الصاروخي والمدفعي بشكل مستمر كونه ليس في خط المواجهات حتى نقول كان استهدافه ليس بشكل متعمد، بل كان بعيد عن الجبهة ولا يشهد استهداف مستمر وجاء ذلك الاستهداف الصاروخي للمسجد بالذات بشكل متعمد في ذلك الوقت المعروف أنه وقت صلاة وفي يوم الجمعة الأكثر اجتماعاً في المسجد، ما يدل على تعمد المليشيا لقتل المصلين في بيوت الله أثناء أداءهم الصلاة.
مهما كانت العداوة بين طرفين تظل المساجد والصلاة شيئا مقدسا لا يجرؤ طرف على استهداف عدوه وهو يصلي في مسجد أو حتى في بر .
من يرون أن الصلاة في المسجد جماعة خطأ، كأنهم يبررون استهداف المصلين والمساجد، ومن يبررون أن الاستهداف كان للمعسكر بشكل عام، ممكن نعرف لماذا جاء في وقت الكل يعرف أنه وقت أداء صلاة الجمعة وأصاب المسجد بالذات ؟؟!.
هكذا هي المليشيا دائماً هدفها قتل أكبر عدد ممكن وهدم أكثر حجم ممكن، وتدمير أوسع مكان ممكن، حتى وان دفعها ذلك إلى استهداف بيوت الله والمصلين بداخلها .