الشاويش الذي خدع الرئيس الحمدي ومثّل دور تيس الضباط، وتآمر على اغتياله، خطّط بحنكة ومهّد الطريق ليصل للسلطة، أحاك بعناية مؤامراته للتخلص من شريكة في الجريمة الغشمي، وأزاح من طريقه كل الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن من القوى الوطنية والمناضلين ليسهّل له الطريق للوصول لكرسي الرئاسة المحتكر للطائفة الزيدية وهذا ما سهل له التربع فتربع رئيساً لليمن، ومن وقتها واللعنات تصب على هذا البلد المحكوم بشاويش قلقاً ومرعوباً من السقوط من على هذا الكرسي، فحكم البلد بصناعة الأزمات، ومن حينها يخرج البلد من أزمة الأزمة أكبر حتى تراكمت الأزمات، وبمجرد ما أن قيل له إرحل تحوّل لرئيس عصابة واستدعى كل عصابات الموت ليهد المعبد على رؤوس الجميع.
وقع اتفاقية الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب، وهو يعلن مسبقاً أن هناك شيطاناً يتربص لهذا المنجز، والحقيقة أنها خطته الشيطانية في شيطنة الآخر ليبرر شيطنته وشماعة أخطائه وجرائمه وفساده ومكره (حكم كشيطان وصانع للشياطين)، وبعد التوقيع بعام بدأ يثير زوبعة من الاختلاف على جوهر النصوص ليفرغها من محتواها وينقلب على الاتفاق ويزيد من قبضته البوليسية التي تحافظ على بقائه في السلطة مستبدا طاغية ديكتاتور، بدم بارد يقتل كل من يعارضه أو يقف له في المرصاد، فاغتال كوادر ومناضلي الحزب الاشتراكي شريكه في الوحدة وأقصاه ليقضي على اتفاقية الوحدة كقيم ومبدأ فشن حربه على الجنوب وعدل دستور الوحدة، فنحرها من الوريد للوريد، صانعا شرخا وطنيا واجتماعيا لازال يتصدع إلى اليوم بأعماله، بث سمومه وفيروساته بين أوساط المجتمع، فأصاب الكثير بالعفن وها نحن نعيش في مجتمع مريض مصاب بالكراهية والطائفية والمناطقية والنفاق... وكل ذلك بسياسته العرجاء وفساده وإفساده.
حرب ظالمة 1994م دمرت البنية الاقتصادية للجنوب، وحرمت الطبقة العاملة والكادر الجنوبي من حق العمل، ورفد الشارع بالبطالة، فجاع الناس وتوسلوا لقمة العيش مات منهم من مات قهراً وكمدا، وانتحر من انتحر وسقط من سقط في وحل فسادة، حوّل الجنوب لمحتاجين في طوابير أمام صندوق العمالة الفائضة ينتظرون صدقتهم من راتب ضئيل لا يشبع ولا يغني من جوع، مارس ما لم يتصوره العقل والمنطق من نهب للأراضي ومقدرات البلد وظلم وتعسف وسياسة إقصاء وتهميش واستكبار وعنجهية، سياسة تركيع وخنوع واحتقار، عسكري متخلف جاهل يأمر ويتآمر على قادة وخريجي أكاديميات عسكرية وبتفوق، صمد البعض وخنع البعض ليكون جزءا من عفنه.
هذا هو الشاويش صالح، اليوم يدمغها ببراهين، أن مصالحه فوق كل شيء، وأن لا عهد له، وأن من يستخدمهم أول من يرميهم، فنقلب على أدواته وباعهم برخص التراب، وما أشبه اليلية بالبارحة، يمارس اليوم في صنعاء والمناطق المسيطر عليها هوايته في إذلال الناس، بعد أن سلمهم لعصابة الحوثي والمتحوثين، داس على كرامتهم بما فيهم الجيش الموالي له، والذي نصره في حرب 94 الظالمة، اليوم يهانون قادة وجنودا وكوادر ووزراء وأعيان ومشايخ من طفل ومتخلف ومتعصب نزل من الجبال ليتسيد على الناس، وغاب الراتب وجاع الناس وأهينوا شر إهانة، أذاقهم من نفس الكاس، لمجرد أنهم لم يستطيعوا حمايته وحماية كرسيه، بل قيل له فيها ارحل، وقال من يرحل، وها هو يرحل الأبرياء شهداء عند ربهم يرزقون، وهو مختبئ في نفق كجرذ مرعوب، وسيرحل.
هذا هو الشاويش صالح، ولن يكون غير ذلك كما قال المناضل الرفيق، ياسين سعيد نعمان (صالح لم يتغير عاش بالدم وحكم بالدم وسيموت وهو يلعق الدم )، اليوم تهان كرامة الإنسان في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين، إهانة لا لها مثيل على مر التاريخ، مجاعة ومرض وقتل ونهب وسطو وتفجير مساكن وخطف وإخفاء وتقييد حريات، ولطم للوزراء، لم تشهدها اليمن في تاريخها وظلمتها وجهلها وتخلفها كما تشهدها اليوم.
هل استوعب الشعب الدرس جيدا، لم يراهن على مثل هؤلاء المرضى والمصابون بدأ التسلط والعنف والعنجهية، لم ينفع لا حرس جمهوري ولا أمن مركزي، بل هم ضحايا من ضحاياه، ضحايا الولاء للزعامة والأصنام، فدمروا وطن بأيديهم، وإذا بهم ضحايا اختياراتهم ألا وطنية، سقط الزعيم وسقط التوريث وسقط الرهان على العنف، بعد سلسال الدم الذي اقترفه، لا أعتقد أن هناك إنساناً فيه ضمير ينبض وروح إنسانية وعقل يدرك مخاطر اختياراته ومواقفه سيبقى مصطفا مع هذه الكتلة الجهنمية من الشر والحقد والمكر، كفى حربا وقتلا فلنزيح من على كاهلنا هذا العفن لنبني وطنا، وكل ما هو سيئ وموجود هي نتائج لتلك السياسات مجرد ما ينقطع حبل الحياة فيها ستموت كل أدواتها، وسيرصف الطريق للمستقبل المنشود والتحول والتغيير ومخرجات الحوار والدولة الاتحادية، وسيرمى العفن لمزبلة التاريخ.