قاومنا الانقلاب من منطلق خطر الانقلاب على الكليات الخمس.. ومن منطلق أنه انقلاب على النظام الجمهوري وعودة للنظام الإمامي الكهنوتي بحلة هادوية اثني عشرية.. تستحل الأرض والعرض.. وتلغي حق الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة ..
ليس لدينا مصلحة مادية ذاتية من مقاومة الانقلاب سوى ما ذكرناه أعلاه..
من ذالكم المنطلق قدّم الأحرار دماءهم رخيصة لم يبالوا على أي جنب كان مصرعهم.. فكانت القيادات تتصدر قائمة الشهداء.. الشهيد ريشان والجماعي والشدادي والضحياني وعوني والحوري والقبلي والعقلة والربية وغيرهم ممن لا يسع المجال لذكرهم من القيادات المخلصة والكفؤة في الجيش الوطني..
والجنود ورجال المقاومة الذين أمضوا حياتهم على هذا المسار مسار الدين والوطن!!
لم ينتظروا الشكر أو العرفان من أحد.. حضر التجرد والتضحية والثبات في مسيرتهم الوطنية شرفاء لم يسجدوا سهواً لغير الله.
شكلوا النواة الأساسية لمقاومة الانقلاب ومساندة الشرعية يوم أن دعا الرئيس هادي لمساندة الشرعية والتصدي للانقلاب، في وضع كان إيجاد نواة المقاومة أو الانتماء إليها تهمة يتبرأ منها كبار القوم، ويتحاشى الساسة ذكرها في منتدياتهم وتناولاتهم السياسية .
وحينما تحقق بصيص أمل على يد هؤلاء الأبطال وحرروا بعض المناطق؛ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. ومنهم من تم إزاحته عن المشهد تماماً..
ظهر النفعيون والمتمصلحون الذين كانوا في مقعد الفسحة والانتظار "قدم في الشرعية وقدم مع الانقلاب" إلى تقديم أنفسهم كمقاومة.. فيما لم تعرف منهم المقاومة سوى السلبية والوشاية وتخدير المجتمع .
على كلٍ المقاومة مجتمع يرفض الانقلاب وتمثل هؤلاء لذلك يدخل في هذا الإطار حتى وإن كان وصولاً متأخراً بطابع نفعي بحت .
في جانب آخر تظل عملية دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني أو عملية تكوين الجيش الوطني من رجال المقاومة الشعبية، خاصة في المناطق المحررة أو المناطق شبه المحررة أو تلك التي تستكمل عملية التحرير بدون معايير واضحة وفق عملية إجرائية.. يثير اللغط في أوساط المقاومة والجيش الوطني.. ويعرض العملية للمحاباة والقرابة الشخصية وقد يعطى الترقيات والرتب الفخرية لأشخاص غير مستحقين ويحرم منها من يستحقها أو قدم دوراً مشهوداً .
ما من شك أن على قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقديم جردة حساب لنتائج عملية الدمج وإيضاح ذلك لأفراد المقاومة والجيش.. حتى يزال اللبس وإذا كانت هناك رتب عسكرية وترقيات أعطيت لأشخاص لا علاقة لهم بمقاومة الانقلاب فعليها إيقاف هذا العبث الذي يستهدف معنوية المقاتلين في الجبهات والمقاومين والداعمين للشرعية.
ليس ثمة أمر يمكن أن يخرجنا من دائرة الاتهام سوى التعامل بمسؤولية وأمانة أخلاقية ووطنية لمن يتصدر العمل العام وإدارة قيمية.. لا مجال للتكسب أو الارتقاء غير المشروع على حساب الآخرين ..
قيادات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يجب أن تراجع أداءها وتحاسب من يعملون تحت إمرتها.. فهم يتحملون المسئولية عن أي إجراء من شأنه يؤدي إلى إنهاك معنويات المقاتلين، ويمتهن الإطار القيمي كحامل معنوي لمواجهة الانقلاب .