ونحن نقترب من الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم وانطلاق العمليات العسكرية الواسعة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبقية دول التحالف الشقيقة لاستعادة الدولة المخطوفة من قبل مليشيات الحوثي وصالح والمدعومة من أجندة خارجية تهدف إلى زعزعة امن واستقرار المنطقة ونشر الفوضى لقد أصرت تلك المليشيات على فرض الحرب على الشعب اليمني ومؤسساته السياسية وكل مؤسسات الدولة وفي مثل هذه الأيام من شهر مارس قبل عامين أرسلت المليشيا الطيران الحربي لقصف المقر الرئاسي بالعاصمة عدن بقصد قتل الرئيس هادي الذي نجح في الخروج من مقر إقامته الجبرية بمنزله في العاصمة صنعاء.
وفي هذه الظروف العصيبة والحرجة طلب الرئيس هادي العون والمساندة من الأشقاء لإنقاذ اليمن من الفوضى والخراب الذي فرضته مليشيا الحوثي وصالح على بلادنا الذي لو قدر له النجاح فلن يتوقف على حدود اليمن بل سوف يعم هذا الشر كل دول المنطقة.
استجاب الأشقاء للنداء وفي الطليعة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
أنجزت عاصفة الحزم معظم أهدافها العسكرية وأمنت المكاسب الإستراتيجية للشعب اليمني مثل الموانئ وحقول النفط كما وفرت ملاذ آمن للنازحين من بطش المليشيا كما هو حاصل في مأرب ومعظم المحافظات المحررة.
ففي مأرب وحدها صدت دفاعات التحالف العربي أكثر من 140 صاروخا باليستيا استهدفت المدنيين.غير أن الوجه المشرق لعاصفة الحزم هو الوجه الإنساني عبر عملية إعادة الأمل وعملياتها الإنسانية الجبارة.
لقد تميزت عاصفة الحزم عن جميع العمليات العسكرية في تاريخ الحروب المعاصرة بوجهها الإنساني المشرق، حيث أنفقت دول التحالف العربي وفي مقدمتها مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي ما يقارب خمسة مليارات دولار للعون والإغاثة الإنسانية وهو عمل غير مسبوق في تاريخ الحروب وهو أمر طبيعي وينطلق من القيم العربية والإسلامية الرفيعة ويعبر عن المصير المشترك لشعوبنا.
لقد استطاعت عاصفة الحزم إنقاذ اليمن بفضل الله وبفضل تلاحم الشعب اليمني مع جهود التحالف العربي على الأرض والقتال جنباً إلى جنب لدحر قوى الفوضى المدعومة من ملالي طهران.
وأصبح خيار الحسم العسكري هو الأقرب للواقع في ظل ما تفرضه المليشيات من واقع مؤلم على الناس في المحافظات التي تسيطر عليها وفي ظل مصادرة العون الإنساني وفرض سياسة التجويع على الناس وإعاقة جهود الحكومة الشرعية في الجانب الإنساني والمعاشي اليومي.
وتكدس العون الإنساني بميناء الحديدة وعدم قدرتها على إدارة الميناء ونقل المؤن إلى مستحقيها.
كل هذا يفرض على الشرعية والتحالف سياسة سريعة لإنقاذ الناس وكل هذه الظروف تفرض خيار الحسم لأزالت معانة الملايين وإنقاذهم وقد أصبح الحسم كواقع على الأرض اقرب من أي وقت مضى.
في ظل تنامي قدرات الجيش الوطني والنجاحات التي يحققها في عملية الرمح الذهبي على الساحل الغربي وعملياته في نهم والتي بدأت تدخل مديرية أرحب وربما تجعل العاصمة تحت السيطرة النيرانية الأرضية مثل المدفعية.
في الختام لقد استطاعت العاصفة إنقاذ اليمن وعلى الحكومة الشرعية ان تتحمل مسؤولياتها وتضاعف الجهد وعلى كافة المستويات بما يتناسب وطبيعة المرحلة.