يوماً بعد يوم تظهر في وسائل الإعلام أخبار عن مواقف يصدرها قياديون مؤتمريون أو صحفيون موالون للمخلوع ضد ممارسات مليشيات الحوثي، ولا أراها إلا بالونات فارغة في الهواء لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة استعادة الشرعية من أيدي الانقلاب.
في مسيرتهم لهدم الدولة بمعناها الأسمى تحالف المخلوع وأتباعه مع الحوثة لإسقاط الدولة، وبذلك فقد ارتكبوا أكبر الكبائر، ولن يكفِّر عن ذلك بلاغ يرسلونه عبر الفيس بوك، أو مقالا في موقع، أو بضع كلمات في قناة موبوءة، أو شكوى مريرة من إهانات اعتادوا تلقيها من شركائهم في الانقلاب.
ولنكن أكثر دقة وعمقاً في تتبع الأسباب، فالواقع يشير إلى أن الكثير منهم يعتقد أن الخناق بدأ يضيق على تحالفهم المشئوم، وهم يطلقون بعض الهراء، معتقدين أنه قد يشكل لهم حبل نجاة في اليمن الجديد من سوء فعالهم.
دعوهم يكذبون على أنفسهم المريضة، أما نحن فسيظلون انقلابيين شاءوا ذلك أم أبوا، وسيدوم ذلك ماداموا متمسكين بزعيمهم الأخرق، وأفعاله المقيتة، ولن يصبحوا نظافاً حتى يتخلصوا من رجس المخلوع وما جناه على هذا الشعب حين وضع يده بيد برابرة العصر، الآتين من كهوف ما وراء التاريخ، ومكنهم من سلاح وإمكانات الدولة ففعلوا بفضله وفضل حقدهم بالوطن أرضاً وإنسانا الأفاعيل.
يعرف المخلوع والحوثي وأتباعهما أن حلفهم إلى زوال، وخاصة بعد كل المنجزات التي حققتها ولازالت تحققها الشرعية في محاصرة الانقلاب وإسقاطه، ولذلك لا أستبعد أن يذهب كل طرف بمفرده للبحث عن مخرج له ولأفراده، ولو على حساب حليفه، لكن الأحداث المتجددة تعيد مساعيهم خائبة، وهم في المجمل يعيشون في ورطة لا يجدون لإنهائها طريقاً تتناسب مع أطماعهم المشئومة.
من يقبع في بركة مخلفات موبوءة ليس له الحق في الحديث عن النظافة، وكذلك هم الذين يعيشون تحت أقدام المخلوع، ويدعون عدم رضاهم عن أفعال الحوثي، وكما أن الصلاة تستلزم طهارة الجسد وإلا لما صحت، فالوطن يستلزم طهارة النفس واليد واللسان، وإلا ما صح إدعاء حبه، ولا جاز الانتماء إليه من طاعنيه، ومن أراد وطناً متجسداً في زعيم طاغية فوطنه ذلك الطاغية.. وكفى.
دمتم سالمين.