ظلت تعز طوال تاريخها الضارب في القِدم تتلقى الضربات تلو الضربات لكنها تظل قائمة تزهو بثباتها، وتعري الذين يحملون لها خبئ الشر النابع من نفوسهم المعجونة بماء الحقد الملوث .
في تاريخها الحديث تعرضت تعز لشر محنة حبكها صالح منذ ثورة فبراير 2011م المجيدة، وعمَّدها بتحالفه المشؤم مع مليشيات الموت ليصب الطرفان جام حقدهم على هذه المدينة، قتلا، وحصارا وتشريدا .
في وجه موجة الحقد هذه ظلت هذه المحافظة الفريدة شامخة تقاوم مشروع الانقلاب، وأدركها العام الثالث في عمر صمودها الأسطوري قوية صلبة، تنشر العز، وتزرع الصمود، وتقطف ثمرة ذلك مجدا تورثه لأبنائها، وخزياً وعاراً لأعدائها الواهمون بأن لازال لهم مكانا في مستقبل تعز والوطن الكبير .
حاول أعداء تعز إركاعها بشتى الطرق، فارتدوا خائبين يجرون أذيال الحسرة، وتلفح وجوههم نار المذلة، ويتجرعون مرارة العجز .
ابتلعت تعز قذائف الموت صابرة، وقاومت الحصار مطمئنة، ووضعت يدها بيد الشرعية مبكرة، ورسمت طريقاً للحرية انطلق من جبل جرة وتشعب إلى جهات الأرض الأربع لا عيب فيه إلا أنه طويل وشاق، ولا يسلكه الجبناء .
هل تروها بعد هذا ستموت يوما، أو ستتوقف عن العطاء !
كلا وألف كلا، فتعز بألف خير، وإن أصابها الجهد، فلن يهدَّها النضال، وثمة رجال في جنباتها يحملون حلمهم وحلمها نحو الغد المشرق، وفي جهاتها الأربع يحيطونها إحاطة السوار بالمعصم، والضماد بالجرح، والنور بالظلام .
بيننا وبين حلمنا بغدٍ أجمل بضع نسمات فجر، وزقزقة عصفور، وأذان ديك، وإذا سألتم عن شجرة الحرية التي نبتت في تعز فقد أورقت، وأدركها الربيع، ولا مجال أبدا أن يعود خريفها، وظلالها وارف، وثمرتها متدلية، وقد سقاها الأحرار بدمائهم الزكية .
المرجفون في المدينة لن ينصت لهم أحد، ومطابخ الإعلام التي تستهدف تعز الصامدة ستفقد ألقها قبل أن تجد من يؤمن بهرطقاتها، وسنعبر نحو فجرنا القريب ونحن ممسكون بأيدي بعضنا فرحين مطمئنين .
تبا لقلم يطعن في صمود تعز، وتبا لحرف ينتقص من حرية رجالها، وألف تب لمن يتهاون وفي يده شئ ليعمله.. وما فعل .
ألف تحية للأحرار والحرائر، ابتداءً من تباب تعز وشوارعها، وانتهاءً بقارات الأرض العالم الست .
عليك السلام يا مدينة الأحرار .