هذا العام اختارت الجماعة الحوثية شهر إبريل موعداً لإحياء ذكرى مقتل مؤسسها حسين الحوثي.
الناطق الرسمي محمد عبدالسلام تحدث بالمناسبة حديثاً بليغاً، وقناة المسيرة - الوسيلة الإعلامية الناطقة باسم الحوثي- أفردت مساحات وأعدت تقارير خاصة بهذا الحدث الذي أسمته: الذكرى السنوية لاستشهاد السيد القائد !!.
من تبقى من رعاع يتبعون الحوثي بادروا لإحياء الذكرى بممارسة النياحات الغبية وتداول الصور والمواد الإعلامية الخرافية التي أنجزها .
تعالوا معي لنتابع الأمر.
لقي حسين بدر الدين الحوثي مصرعه متمرداً حسب إعلام السلطات في 10 سبتمبر 2004م بعد مواجهات مع وحدات حكومية تتبع الدولة التي كان يرأسها آنذاك علي عبدالله صالح.
أسرته لم تعلق على الأمر باعتراض أو تنفي حكاية مقتله، والده الكهل وزوجاته وبنوه انتقلوا بعد نبأ مقتله إلى صنعاء ضيوفاً مكرمين لدى علي عبدالله صالح، تبادلوا معه العيش والملح والتسامح والدماثة رغم أنهم يعتبرونه قاتله.
كانت هناك همسات ونجوى خاصة تقول إن أقاربه يطالبون بتسليم جثمانه، وفي فترة لاحقة ظهر أحد أبنائه قائلاً للإعلام إن والده كان على خطأ ومات متمرداً ونصح الفتى أعمامه بعدم تكرار خطيئة أبيه داعياً إياهم للعودة إلى صف علي عبدالله صالح.
مرت السنين وجاءت أحداث وتحولات كان أبرزها ثورة 2011م.
بدافع النكاية بالثورة التي جعلته مخلوعاً، سلّم علي عبدالله صالح لجماعة الحوثي هدية مهمة في نظره وأنظارهم، هي جثة حسين الحوثي، كان ذاك تعبيراً عن إشهار تحالفهما وإثباتاً لحسن النوايا من جانبه، إذ أن حراسته وتعهده بالرعاية لجثمان متفحم طيلة عشر سنوات، أمر يرفعه لمرتبة العكفي المخلص وحارس قبور مؤهل وإن كان هو قاتله، ولو قال عنه صريع متمرد إمامي عميل ومشعوذ دجال ادّعى النبوة.
كان ذلك في 2013، في 30 مايو أذاع محمد عبدالسلام ذاته ما أسمي "بيان نعي" وفي 5 يوليو شهدت صعدة جنازة ضخمة وباذخة لشخص مات قبل عقد من الزمان.
نحن اليوم في 23 ابريل، القوم يحتفلون بذكراه وهو ليس تاريخ مقتله ولا إذاعة بيان نعيه ولا دفنه أيضاً.
لو كانت المعلومة تنقصهم فهم لم يكلفوا أنفسهم أن يسألوا عن تاريخ مصرعه قاتله صالح رغم أنه أضحى حليفا لهم وحارساً لمقابر الكهنوت وصديق شخصي لمحمد عبدالسلام. بل لم يكلّفوا أنفسهم الاهتمام بتناقضاتهم هم!.
أي كذب أبلغ من هذا المستوى وانكشاف ابشع من هذا التناقض.
لا زالت المدة بتفاصيلها وأحداثها منظورة وكل شخوصها أحياء ومع ذلك اعتسفوا كل شي وكذبوا حد البجاحة دون خوف من سؤال أو فضيحة!.
من يكذب ويزور الوقائع والأحداث والتواريخ في أمر منظور وقائم كيف يمكن تصديقه في أحداث التاريخ وقضايا الدين وحقوق الناس أو الوثوق به في عهد أو ميثاق؟!.
أكاذيب وتناقضات وتزوير الجماعة الحوثية لمقتل صاحبها ليس إلا نموذجاً بسيطاً من التزوير واختلاف الأكاذيب في كل شي، فما دام الأمر فيه فرصة للاستغلال السياسي وسرقة الناس فسيقدمون عليه بكل بجاحة.
تلك السجية والعادة المشينة تكاد تكون ديناً للإمامة الهاشمية المريضة ويجب أن ينظر إلى كل ما يصدر عنهم بعين الريبة.
إن جماعة تعبد هواها ومصالحها وتؤمن وترى السلالية مصدر حكم وامتيازات لن تتورع عن أي شيء.
الطريقة والعقلية الكاذبة حد التناقض الفاضح في سلوكها مع مقتل حسين الحوثي هي أيضا كانت حاضرة لاشك في حديث هؤلاء القوم عن أئمة الدجل والتضليل غزاة اليمن من حسين الحوثي وصولاً إلى الرسي.
هذه الأيادي ذاتها والعقلية والنظرية نفسها وبذات الضمير السفيه ولغرض الاستثمار واللصوصية ذاتها، هي التي كتبت تواريخ مقتل الحسين بن علي وأبيه وميلاد أمه فاطمة وصولاً إلى مولد النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
ليس للإنصاف والتوثيق وأمانة النقل عند القوم اعتبار ولذا فإن كل ما يكتبونه وكل ما هناك من ميراث منقول عنهم أو منسوب إليهم هو محل شك وموضع تهمة لأن غرضهم الاستثمار والتضليل.
أيها اليمنيون .. إن من كذبوا في قضية ماثلة مشهودة يفضحهم عليها ملايين الشهود ليسوا أهلاً لتأمنوهم في شيء مضى، ولا تقبلوا منهم خبراً ولا تصدقوا منهم سلوكاً.
آن الأوان أن نثور فكرياً وثقافياً في وجه أكذب قوم ونرفض كل ما نقلوه إلينا أو زعموه أو سيزعموه فنصحح تاريخنا المشوه ونحاسب مزوريه ولصوص القرون ونعيد الاعتبار لديننا العظيم الذي ألحقوا به الأكاذيب والخرافات.
لن تقبل منكم اليمن بعد اليوم صرفا ولا عدلا ولا شهادة ولا ذمة أيها المدلسون لا في شأن دين ولا دنيا.