أسقطنا النظام، دون الحفاظ على أركان الدولة (المؤسسات)، وتمت عملية البناء والترميم بأدوات لا تحمل مؤهلات وليس لديها قناعات لإرساء دولة تلبي طموحات وآمال الناس، والنتيجة فشل، غير قادر على العبور بالوطن لبر الأمان ومواجهة التحديات والاضطرابات والمخاطر، بعمد يسقطون هيبة الدولة فتعم الفوضى والانفلات الأمني والأخلاقي، وسلطة غير قادرة على توفير الخدمات وسبل الحياة والعدالة، عدم وحدة الرؤية والهدف لأولويات المرحلة يؤدي لتناقض قاتل وفشل واضح ونهاية وخيمة.
واقعنا اليوم عنوانه الفشل، الفشل في أن نكون جميعاً بمستوى تحديات المرحلة وأولياتها ومخارجها لنصل لنقطة تلاقي تنقذ السفينة ومن عليها لتبحر لبر الأمان والمستقبل المنشود الذي يلبي طموحات وأمال الجميع جنوباً وشمالاً.
فشل في توفير ابسط سبل الحياة التي يجمع عليها الكل بكل أطيافهم وتوجهاتهم وأجنداتهم، في دولة تضمن المواطنة وحقوق الناس، دولة تعزيز صعود طبقة الأكفاء والتكنوقراط في الحكومة والإدارة بمعايير النزاهة والإمكانات، ومحاربة الفساد كثقافة وسلوك .
اليوم الشرعية غارقة بفسادها، وتعيينات الأبناء والأسر والأقربون والمحسوبية، فغابت المعايير والمؤهلات، وظلم البسطاء والمستحقين والمؤهلين والأكفاء، والنتيجة فشل قاتل لمؤسسات الشرعية، وأخطر ما يحدث عسكرة الدولة، غير مؤهلين ولا أكفاء ولا خبرات بعقول مليشيات لا تحترم الدولة والنظام والقانون، ورجال الدولة مقصيين خليك بالبيت، كم هي الصدمة عندما تجد مسئولا عن الأمن والأمان من أصحاب السوابق، اغتسلت سيرته الذاتية بمرحلة المقاومة، إعادة الفرز للناس، إنه واقع فرضته قوى العنف والفوضى ليخدمها، فتربعوا الشرعية للسلطة ومنهم مصابون بحالة من النهم والاستعجال للهيمنة والتفرد والاستئثار، مما أعماهم عن الطريق الصحيح فخسروا حلفاءهم ومن كانوا رفقاء كفاحهم من باقي القوى التي شاركوهم في الثورة والمقاومة.
لا تستعجب أخي ما يحدث لنا في عدن مصدر تنازعهم كعاصمة، الكهرباء والوعود الكاذبة، الغاز والقرارات العشوائية الغير مدروسة دون بدائل تحد من تفاقم الأزمة،والراتب والبيروقراطية الإدارية، وفساد القائمين عليها، ورمضان على الأبواب، ويبقى الحال على ما هو علية ليستمر مسلسل الأزمات والإخفاقات، باستمرار نفس الأدوات،هي ذاتها الفاشلة في إدارة شئون البلد ومنها عدن وهي ذاتها التي تسوق لنا كيانها وتدغدغ مشاعرنا بمستقبل واعد، بإستعباط وتغابي لشعب وأمة.
أقولها بصراحة الشرعية اعتمدت على بعض الفاشلين فأفشلوها، وتبجحوا عليها وعلينا، ولا حل بغير استعادة الدولة لهيبتها وتفعيل النظام والقانون ليكون الحكم والسوط الذي يعاقب الخارجين عنه والعابثين بالوطن والشعب،ليعاد الفرز على أسس صحيحة لأدوات الدولة، لتكن شرعية كل الناس وتتطهر من أدوات الشر والفساد والمصالح، لتكن عند مستوى التحديات، وللشعب إرادته التي ستغير مجرى الأمور لخدمة مصالحه وطموحاته وأماله الغير مستعد التخلي عنها، شعب صامت وصابر، احذروا إهانة الكريم وإذلال العزيز وحرمان المواطن حقه ومستحقه.