ما ثرنا من فراغ، بل ثرنا لنستعيد مكانتنا الحضارية، ثرنا لنعيد الاعتبار لوطننا الحبيب في المنطقة والإقليم لنكن مؤثرين وفاعلين لا متأثرين وتابعين، نمتلك للعوامل الجيوسياسية ووالجيواستراتيجية لنكون في القمة ونموذج من خلاله تبحث مشاكل المنطقة، ثرنا ضد حروب الاستنزاف والصراعات والهيمنة والنفوذ والفساد والاستبداد، لنتحرر من تلك القيود وننطلق لرحاب أوسع دون قيود.
كيف نرضى أن نكون ساحة لصراع أجندات وتنافس قوى تفرض نفسها مؤثرة في المنطقة، ونقبل أن نكون أدوات بأيديها، تشكلنا وتمزقنا وفق أهوائها، والمؤسف هو سهولة انقسامنا لأطراف متنازعة، سهولة اصطفافنا لأجندات خارجية أو داخلية، سهولة الانجرار خلف صفقات الوهم.
نحن شركاء حقيقيون وفاعلون ومؤثرون، في التحالفات كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، نحن بلد ليس بهين في موقعه الاستراتيجي وحضارته وموارده واقتصاده والحجم الجغرافي والسكاني، طمع بنا الكثير، ونهب وبددت ثروته بسلطة خانة العهد والأمانة، لا تنسوا الصفقات المشبوهة، لا تنسوا أموالكم المنهوبة واستثماراتها في دويلاتهم، لا تراهنوا على ما هو أصغر منكم وأدنى من مستواكم، بلدنا مارد جبار مقيد بسلاسل الجهل والتخلف والحرمان، أن تحرر وانطلق سيرتفع ليعانق السماء في كل شيء.
بلد تقيده الأوهام فيه تباع وتشترى، هذا هو حال المجتمعات المتنازعة والمتناحرة، المنهكة والغريقة الباحثة عن طوق نجاة، مش مهم الأجندات المهم أن يكون عدواً للآخر الشريك في هذا الوطن ليقهر، نعيش وهم اعتقاد البعض أنه يملك القدرة على الاستحواذ بالوطن لذاته دون توافق وشراكة حقيقية مع الآخرين، يتجاهل الحقيقة المطلقة أن الحياة هي رحلة مشتركة في رحاب وطن يجمعنا ويحتضننا بتعايش وحب وتسامح وتوافق.
أنهكونا في صراعات عبثية، دسوا فينا أدواتهم الإعلامية والتجهيل والتحريض، حقنونا بالكراهية والطائفية والمناطقية والسلالة، والمنهك من الصراعات والحروب من سهل علية تسليم مصيره ومستقبلة للآخرين، بعد تتفشى فيه كل الأمراض الاجتماعية وسمومهم الخبيثة، ويكون قد وصل الحال لمستوى من الجهل يفقد القدرة على التفكير السليم، من يعتقد أن الجهل أمية الكتابة والقراءة فقط مخطئ، الجهل أن تتحول لأداة في صراع أنت الخسران فيه، لتزج بوطنك وكيانك وهويتك في صراع لا ناقة لك فيه ولا جمل،ىبجهل لمصالحك، فتجد نفسك من منافس عصي وصعب، لتابع هزيل لا حولا له ولا قوة ينتظر الصدقة والفرصة التي يمكن أن تتاح له في السوق ويتوسل دعم حق تقرير المصير، الجهل أن تكون سهل المنال والترويض والامتطاء لتكتشف بعد حين أنك مخدوع.