ملحمة في محافظة إب كان مرفوعاً على جدارها يافطة كتب عليها "ملحمة أبو الحسن".
مليشيا الحوثي العنصرية لم يرق لها أن يتكنى "جزار" بكنية "أبو الحسن"، وأن تطلق "الكنية المقدسة" على ملحمة أو محل جزارة ودون أي ذنب تم إلقاء القبض على صاحب الملحمة، ليكتشف الرجل بعد ذلك أن اسم الملحمة يمثل إهانة لأبناء الآلهة، لأن "أبو الحسن" هو جد الحوثي، ولا يجوز أن يتكنى "جزار" بهذه الكنية.
لا يرى هؤلاء "المُقطرنون" في الصحابي الجليل علي بن أبي طالب إلا صورة الجد، ولا يرون أن من حق غيرهم التكنِّي بكنيته.
المهم، بعد وساطات عدة أطلقت "المليشيا المقدسة" سراح "الجزار غير المقدس"، الجزار الذي اعتدى على ملكيتها الفكرية التاريخية للكُنية "أبو الحسن".
تم إطلاق سراح "الجزار"، شريطة أن يقوم بطمس "ال" التعريف من اسم الملحمة، وهو ما تم ليصبح اسم الملحمة "ملحمة أبو حسن"، من دون "ال" التعريف، كما يظهر في الصورة المرفقة.
"عاد الحق إلى نصابه"، ورجعت "ال" التعريفية إلى أهلها، بعد أن سطا عليها "جزار" من إب، وانتهت الجولة الحوثية بنصر مبين تمثل في إجبار "أبو الحسن" على التنازل عن "ال" الحصرية، ليصبح مجرد "أبو حسن" من دون تفخيم ولا سطو على ملكية الغير!
حدثني صديق من صنعاء، ويعمل حالياً سفيراً، قال إنه بعد ثورة سبتمبر سَمّى "قشّام" كان يسكن حي الروضة في صنعاء، سمى ابنه "الحسين"، فجاءه بعض من يؤمن بفكرة "العرق الأنقى"، وطلبوا منه أن يغير اسمه حسبما كان معمولاً به على أيام الإمام، حيث كانت هذه الأسماء تُحصر في أسر بعينها، فرفض الرجل الطلب، فذهب "سليل الآلهة" وأحضر عصابته، ناسياً أن العهد الأول قد ولى، فما كان من أهل الحي إلا أن تكاثروا عليه، وطردوه وطردوا عصابته التي عادت بذلها وخسارة هيبتها.
هل تذكرون فصول تاريخ الأئمة؟
جاؤوا قبل مئات السنين وشعبنا شعب حضارة زراعية وتجارية ومعمارية: بنى السدود وصدّر الغلال، وتاجر بالبخور والحرير، وبنى أول ناطحات سحاب في العالم.
ثم ماذا؟
زرع فيه الأئمة العنصريون احتقار المهن والنفور من العمل الشريف.
لماذا؟
من أجل أن يحولوه إلى شعب مقاتل، لا يقاتل إلا في سبيل كهنتهم ومشعوذيهم، ليصلوا إلى "حقهم الإلهي المقدس" في السلطة والثروة، إلى أن جاءت ثورة سبتمبر المجيدة التي هزمت الإمامة، وبعد أن قضت ثورة سبتمبر على تلك العاهات، هاهو الحوثي اليوم يريد أن يعيدها من جديد، في ثوب لا يختلف شكلاً ولا لوناً ولا نسيجاً عن جبة عبدالله بن حمزة!
ألم نقل لكم إن مراحل نضالنا ضد هؤلاء المأزومين نفسياً وفكرياً طويلة؟
هؤلاء الذين بلغوا مرحلة من "الشعور بالنقص" جعلتهم يلجؤون إلى عظام الأموات، ويقاتلون على حرفين غير مقدسين!
قولوا لهم برؤوس مرفوعة، وإيمان لا يتزعزع إن اليمن كله "قدس الأقداس"، وإن أقدس ما فيه ترابه، وإن أكثر اليمنيين عراقة: الجزارون والبقالون والقشامون والعمال والفلاحون، والنحاتون والرسامون والفنانون، والمنتجون، وكل من عمل عملاً شريفاً يفيد الناس، ويكفي أسرته ذل السؤال.
قولوا لهم: هذا ديننا، وهذه شهادتنا التي نلقى بها الله، ومن أراد أن يتخذ ديناً آخر، ففي الكهانة والسحر والشعوذة متسع للمجانين والمأزومين والدجالين الأولين منهم والآخرين.