جبهة حمير مقبنة من أهم الجبهات ويتربص بها العدو وقد قدمت الشهداء والجرحى وكثير التضحيات، وعجز العدو أن ينال منها من الخارج، فاحذروا عليها من الداخل، وحافظوا على البيئة الحاضنة لها بحكمة وتعقل، وما نستطيع حله باللين لا نتجاوز ذلك إلى ما هو أعلى منه..
وعلى قيادة المقاومة أن تبتعد عن التحكيم في قضايا الأرض خاصة والقضايا الأخرى بشكل عام، فقضايا الأرض المستعصية يحب أن لا تفتح في هذا الظرف حتى لا تكون مصدر تصدع الجبهة الداخلية والقضايا الأخرى تحال لمشايخ المنطقة وأعيانها حتى لا يشعروا بأنهم همشوا وتكون قيادة المقاومة جهة ضبط لما يتفق عليه، دون إفراط في مظاهر القوة على الداخل.
تذكروا أننا بشر نتفاوت بالتفكير والآراء فلنقبل بعضنا بعضا مع اختلاف آراءنا طالما وهدفنا واحد وعدونا واحد هو الانقلابيين الذين استباحوا الدماء والأرض، ومن حايد ولم يضع يده بيد الانقلابيين فله الأمان طالما أنه لم يصدر منه فعل ضد المقاومة، ولا نأخذ أحد بالظن والوشاية حتى يظهر منه ما يؤكد عداه ومحاربته، ومن دخل بيته فيجب أن يكون آمن.
نوعّي ونرغّب خير من أن نهدد ونتوعد، وانتم أيها الأعيان والمواطنون أرجو أن تدركوا أن الانقلابيين العنصريين مهما ضحكوا لبعضكم فإنهم لا يرقبون بأحد منكم إلا ولا ذمة فكونوا عونا وسندا للمقاومة ولو بالكلمة المشجعة وانتم محل تقدير واحترام، خصمنا يستهدف الجميع بدون استثناء فلنكبر جميعا، ولا تأخذنا العزة بالإثم ونتعالى على بعضنا ولا نقبل نصح بعضنا.
نأخذ بظواهر الأمور ولا نفتش عن الضمائر وخبايا النفوس وندع ذلك لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اليوم نحن بحاجة إلى الاصطفاف كجسد واحد، دعوا التصنيفات الضيقة تحت أقدامكم سواء كانت حزبية أو قروية، أو أضغان سابقة.. أكرر عدوكم يستهدف إنسانيتكم وانتقاص مواطنتكم ويستهدف عقيدتكم وأرضكم، فأرجو أن تدركوا ذلك وتخفضوا الجناح لبعضكم البعض حتى لا يقع الفأس بالرأس وانتم غافلون.. ولله در القائل:
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا..
وإذا افترقن تكسرت آحادا
ربما تأخرت كثيرا عن الحديث بهذا الشأن نظرا للحساسية التي قد يتحسس بها البعض ويشهد الله ولكن رأيت أن السكوت إلى مالا نهاية عيب على مثلي براءة للذمة وأرجو أن نستفيد من نصح بعضنا ..
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
