ماذا عسى أن أقول فيك ونحن على ترابك، وفي ضيافتك، فإذا عجز سناني عن الدفاع عنك فلن يعجز لساني عن الاعتراف بجمائلك نحونا وقصورنا تجاه نصرتك .
لقد قابلنا إحسانك إلينا بإساءتنا إليكِ....
لقد صدرتِ لنا المعلم والطبيب والمهندس، وصدرنا إليك ميليشيات العنف والقتل والدمار..
أنجبت لنا ‘‘ بيت حراب والحروي وقاسم سلطان“ وغيرهم ممن كان لهم باع طويل في عمل الخير والتبرع للمستشفيات والمرضى.
ونحن أنجبنا لك أبوعلي الحاكم ويوسف الميداني وصادق أبوشوارب قتلة الأطفال وقناصي النساء ومفجري المنازل، ذئاباً في جلود بشر.
**
أنا في العقد الثالث من عمري لم افتح عيني على الدنيا وإلا ولمسات تعز وبصماتها ترافقني طيلة مسيرة الحياة:
فأستاذي في المدرسة قدسي، ورئيس قسمي في الجامعة مليكي، وطبيبي في المستشفى صلوي، وكتابي المفضل “يوم ولد اليمن مجده” مؤلفه عبدالغني مطهر العريقي، ونشيدي الوطني" رددي أيتها الدنيا نشيدي" لعبدالله عبدالوهاب نعمان الحجري، ومن جبالك الشماء جاء الصانع الأول لقضيتنا الوطنية أحمد محمد نعمان الذبحاني.
تعلمنا منك - يا تعز - الثقافة والهوية والوطنية والتمدن والحضارة.
**
عندما شردنا الحوثيون طيلة الحروب الست من منازلنا في صعدة وسفيان جاءتنا المساعدات من خيم وغذاء ودواء وثياب من مصانع الحصب والحوبان وحذران وشركات بيت هائل والغنامي، و القباطي، والشرعبي وإخوان ثابت وعبدالجليل ردمان، والعبسي والدبعي وغيرها الكثير.
**
فلما اشتد ساعدنا رميناك - يا تعز- بسهام حقدنا، وتنكرنا لجميلك نحونا...
تنكر لك زعيم الخيانة علي عبدالله صالح الذي نزل إليك راعٍ للغنم، وتعلم في شوارعك قيادة الدبابة، قبل أن يصبح رئيساً وها هو اليوم يعود بالدبابة ليقصفك بها ويقتل أطفالك ونساءك كرداً لجميلك.
وها هو الحوثي الذي كان أبناؤك يخرجون بالآلاف، ويرسلون مئات الحقوقيين والنشطاء إلى صعدة نصرة لمظلوميته المزعومة، يحشد ميليشيات العنف والدمار ليكافئك على صنائعك..
يعلم الجميع أنك تقدمين نهراً من دماء أبنائك في سبيل الحرية والكرامة، وتجعلين من أرضك وعرضك حصناً منيعاً أمام تمدد مسيرة الظلام.
**
ما يثلج صدرونا أنه مهما ارتكبوا بحقك من جرائم فستبقين شامخة بشموخ جبالك الشاهقة، وثابتةٌ ثبات صبر والقاهرة، وسيأتيك النصر قريباً بإذن الله.
هذي تعز اليوم بين ضلوعها
روح الصمود ووثبة العملاق
مهما رموكِ قنابلا ومدافعا
فسيرحلون وأنتِ فيها الباقي.
