هذه صورة من المأساة العامة لعدن، صورة من حلم البسطاء، نعمة قاسم ممرضة بالمستشفى العسكري تنادي براتبها وتفترش قارعة الطريق للشارع الرئيسي بالمعلا ((أني أشتي راتبي فقط لكي أعيش))، هذا هو مطلب البسطاء لا يطلبون أكثر من لقمة العيش لكي تستمر حياتهم في أدناها، وهم ضحية مماحكة ومغالطة كبيرة تعيشها عدن، يبحثون عن الإجابة على السؤال التالي من يعيق صرف رواتبهم؟!!
مغالطات كثيرة نتعرض لها في هذه المدينة نتيجة الكم الهائل من الإشاعات والتلفيق والتهم والمناكفة، تلميع الصورة وتشويه الخصم، مغالطة قذرة في كل فضيحة تتكشف، نجد هناك من يبرر، وهناك من يستثمرها إعلاميا ليقنع الناس أنه الحق وغيره باطل، مغلطات تحوير الحجج لتبدو منطقية وحقيقتها غير منطقية .
راتبك وراتب الموظفون عسكر ومدنيون كفيلة عدن الميناء ومؤسسة الملح والضرائب والجمارك والمطار وتحويلات المغتربين بتوفيرها، عدن الخير إن كان فينا خير .
السؤال الذي يسبق أين راتبي، أين تذهب موارد عدن؟ الوقائع والأحداث، تقول تذهب لكروش مثخنة بالفساد، أحداث سوق قات القاهرة والأسواق الأخرى، وعصابات الإتاوات على المحلات التجارية والأسواق تقول ذلك، دخل الميناء والمطار، أحسبها جيداً، ستعرف حجم الكارثة، في ظل غياب الشفافية ومؤسسات الرقابة والمحاسبة التي يعيق عملها هذا اللوبي في ظل حكومة عاجزة على مواجهته وضبط إيقاع الحياة في عدن .
حكومة تلجأ لطبع أوراق نقدية، لتزيد من تأزم الحال، تطبعها لأنها عاجزة عن توريد إيرادات المناطق المحررة، وتحاول أن تجد مخارج لرواتب الناس فتصطدم بذات اللوبي المرتهن والتابع لأجندات لنفس المؤامرة، هو استمرار معانات عدن وعدم تطبيع الحياة فيها، هو من يريد للحكومة الفشل فيمنع تفريغ حمولة الأوراق النقدية.
حكومة لها وعليها، ولا نريد غير مؤسسات محاسبة ورقابة وقضاء ونيابة، لنركز جهودنا في ذلك إن كان فينا خير لندينها ونثبت بالحجج أنها فاسدة، وأنكم منزهين، أو تدانون معها في ظل قانون ونظام وعدالة، بعيدا عن ما يحدث من فوضى وخلط للأوراق ومغالطة واستثمار معانات الناس .
هل يمكن أن يقتنع الناس بمحاصرة عدن بحريا وجويا وارضيا، لمنع دخول رواتب الناس المطبوعة في الخارج، ما هو المبرر؟ وكيف تقنع الناس؟ وتتسبب في معاناتهم ثم تدعيهم للمطالبة بحقوقهم عبر أدواتك التي تحركها على الأرض، مغالطة مؤلمة وواقع أسي .
سيفقد الناس المصداقية بالجميع وسيخرجون من معاناتهم يرفضون هذه المغالطة ليحفظ كرامة عدن وعزتها وشرفها، بحقائق لنعرف من هو السبب لنخرج جميعا ضده ونستعيد عدن وسيادتها وكرامتها وحقوق الناس الضائعة التي صارت أداة استخدام قذر لمؤامرة قذرة ضد عدن .