ما يجري اليوم في إيران من حراك ثوري ضد نظام روحاني للمطالبة بتحسين معيشة المواطنين الإيرانيين بدلا من الإنفاق للأموال الهائلة من قوت هؤلاء للتدخلات في شئون المنطقة وذلك بدعم المليشيات المحسوبة عليها في الدول العربية وتغذيتها بالمال والسلاح لغرض النفوذ والهيمنة .
فقد تقود هذه الصحوة المتأخرة داخل الشعب الإيراني إلى معطيات ايجابية تجعل حدا لهذا النظام في مراجعة سياسته الخارجية والحد من التدخلات الغير مبررة في شؤون البلدان الأخرى.
المظاهرات أعطت دلالات واضحة بأن هناك فئة داخل المجتمع الإيراني غير راضية عن الممارسات الشيطانية للنظام المتهالك المتمثل بالثورة الخمينية المجحفة بحق الشعب الإيراني فهناك الجرائم والتعسفات بحق هؤلاء بالإضافة إلى تقييد الحريات للناشطين والقيادات المعارضة للنظام المتغطرس والذي يتخذ من الحرس الثوري وقياداته العسكرية مصدراً لتصدير الخبراء لتدريب الجماعات المتطرفة في المنطقة .
فما علينا نحن الإعلاميين أخاطب الإعلام العربي عامة مرئيا ومسموعا مقروء إلا التركيز على مثل هذه الثورات التي من شأنها تعرية النظام الإيراني وذلك بتبني قضايا تتعلق بمواجهة النظام جماهيريا وسياسيا بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهذه الشريحة في مخاطبة القوى الثائرة داخل المجتمع من خلال قنوات فضائية عربية وصحف وما إلى ذلك .
هنا نكون قد استطعنا مواجهة هذا النظام التغطرس والمتمترس خلف جماعاته الشيطانية في المنطقة والتي أضاقت شعوبنا ويلات الحروب العبثية والتي تمارسها بحجة الادعاء الإلهي للحكم بل إنها عملت وتعمل جليا وبدون خجل على تدنيس العقيدة الإسلامية السمحاء .
لقد عمل هذا النظام الإيراني البغيض على استهداف الأنظمة العربية منذ زمن طويل بل الشعوب العربية بوسائل متعددة ثقافيا وإعلاميا وعسكريا عبر وكلائه .
فإن هذا النظام وما يحمله من مشاريع عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية والإسلامية عبر حلفائه من جماعات الشر والإجرام الحوثية في اليمن بالإضافة إلى جماعة أنصار الشيطان في لبنان وسوريا والعراق فكل ما تمارسه هذه الجماعات بحق الشعوب العربية إلا خير دليل على ما تحمله من أفكار هدامة لا تتناسب شكلا ولا مضمونا مع أفكار شعوبنا العربية بل ومعتقداتنا الإسلامية، فما يمارسه هذا النظام في المنطقة يعطينا الحق بالمساندة لهذه المعارضة والتي تشكوا من الظلم والتعسف بينما تتصف بنوع من الايجابية والذي تتعارض مع سياسة النظام الخامنائي في التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى.
فهذه الثورة تعطي إضافة جوهرية لانتصار سياسي محقق للتحالف العربي لبتر يد إيران بل إن الأمر سيطال خلع نظامها وإحلال نظام بديل يحترم ذاته ويكف عن نشر الفوضى وإقلاق الأمن في الدول المجاورة له.
