هل حقا رحلت أيتها العظيمة!
هل صوبوا نحوك رصاص إجرامهم يا درة تعز!
لقد كان دربك هو درب الشهداء..
رحلت باكرا..
ما تزال أعمالك الإنسانية بحاجة إليك...
لم أقابلك يوما إلا مهمومة بأمر المنكوبين، ولم أر ثغرك إلا مبتسما..
كالنحلة عرفتك أول مرة في ٢٠٠٤ مع فريق صناع الحياة...
ثم لقيتك مرة أخرى في إحدى مدارس الصم البكم..
وجمعنا فبراير المجيد... الذي غادرتِنا فيه، وارتحلتِ بأكبادنا الملتاعة وقلوبنا الموجوعة..
أجدك في الحارات ترصدين المتعبين.. تفترشين الأرض.. لا تكلين ولا تملين..
في كل جبهة لك ذكرى، وفي ذاكرة كل مرابط لك حضور..
حملت الماء، والكساء.. والدواء والغذاء، واحتملت الخطر بقلبك الواثق، وصدرك الممتلئ باليقين...
لا غرو أن يصطفيك الله يا سيدة الشموخ..
وهل يليق بمثلك إلا أن يتدثر بإهاب العظمة ويرتحل رحيل العظماء!
تعجز الحروف أن تبلغ شأوك!
وتخونني العبارات فلا تفي بمقدار فضلك!
ليس سوى دموع الأسى والقهر تفصح عن مواجيد الفراق!
أحببتك يا ريهام ولم أخبرك يوما أني أحبك!
أحببت قلبك وصفاء روحك..
أحببت شجاعتك وإقدامك..
أحببت كفاحك وحماسك ووطنيتك وطيبتك وابتسامتك!
سنلتقي يوما يا ريهام!
سنواصل النضال وسنكمل المشوار وسنعمر الأوطان.. وإذا ما حان وقت الرحيل فنرجو أن نرحل شامخين كما رحلت يا حبيبة القلب!
في جنة الخلد يا ريهام!
واللعنة على قاتلك الجبان!
