تشير آخر الأنباء الواردة من (عدن) العاصمة اليمنية المؤقتة للبلاد إلى أن الريال اليمني أوشك على أن يلفظ أنفاسه الأخيرة . بعد أن خسر معظم مواقعه هناك وخاض معركة غير متكافئة أمام تحالف( الدولار الأميركي والريال السعودي والدرهم الإماراتي ) وخذلان (طوق ) المسؤولين في حكومة (الشرعية) . تلقى الريال اليمني في الفترة الماضية قصفاً مركزاً وعنيفاً وضربات موجعة من جهة مقر قيادة (التحالف) ومن (المعاشيق) ومن جهات أخرى عديدة . حاول استخدام (الوديعة )لتحسين وضعه في المعركة ولكنه اكتشف أن (عدن) الدجاجة التي تبيض ذهباً غير أنه وجد أن البيض أصبح محدوداً جداً بسبب مضايقة الدجاج من قبل الثعلب الكبير في المدينة. وحتى هذا البيض المحدود يفقس في غير مكانه،، وهكذا الحال مع ضرائب القات، الريال اليمني كان قد شكى أكثر من مرة من المعاملة المهينة التي يتلقاها على يد الدرهم الاماراتي، حيث يتم ركنه في الميناء عند قدومه من الخارج لأشهر عديدة ولا يسمح له بالدخول. ووصل به الحال في بعض الأحيان إلى محاولة الدخول إلى المدينة عن طريق التهريب بعد منعه من الدخول عبر الميناء أو المطار رغم أن البلاد بلاده، هناك أنباء تتحدث أن الريال حاول مخاطبة (البنك المركزي) في صنعاء وذكره بالعشرة الطويلة التي جمعتهما فاعتذر له بحجة أنه أصبح غير رسمي وأن حمران العيون ينظفونه أولا بأول.. حاول التواصل بعيدروس ليذكره بالأيام التي كان يأخذ منه ما يريد بدون رقيب أو حسيب ولكن وجد تلفونه مغلقاً ويقال إن رقمه أصبح إماراتياً ، حصل على تلفونات الوزراء ليتواصل معهم والذين يستلمون بالدولار فوجد أن الكثير منهم خارج البلاد .ومثلهم الوكلاء والمستشارين الذي حصل على معلومات أن اغلبهم في قهاوي القاهر .. كلما حاول الريال اليمني الاتصال بالمعاشيق ليشرح لهم خطورة الوضع يرد عليه مسؤول التحويلة بالقول (شي عيشه) ؟ وهكذا في كل مرة، يقول مراسل أحد القنوات الأجنبية إن آخر مرة شوهد فيها الريال اليمني في شوارع عدن كانت قبل أسابيع من اليوم. حيث خرج متنكرا ليجد نفسه غريبا هناك وسط الدرهم الإماراتي والريال السعودي بيد رجال المليشيات والدولار الأمريكي بيد رجال (الشرعية ) بما فيهم محافظ البنك نفسه وأعضاء مجلس الإدارة والكثير من موظفي البنك، ولم يجد نفسه إلا بيد البسطاء من الناس وأصحاب البسطات والعربيات، حينها عاد الريال منكسرا حزينا إلى مقرة في البنك بمدينة كريتر . عاد مسرعا خوفا من طلقة تصيبه من هنا أو هناك بسب الحالة الأمنية في المدينةً. تفيد آخر الأنباء ان الريال اليمني قد تحصن في الطابق العلوي من البنك المركزي في كريتر بعد أن نشر القناصة في الطوابق السفلية للبنك ، وما لم يكن هناك تدخل خارجي ومحاولة إنزال إلى مقر البنك فان المعركة محسومة.
د.كمال البعداني
الريال اليمني يتحصن بالطابق الأخير من البنك 1522