مازلت أذكر ذلك المشهد الذي لم يكن محزناً في حينها بالنسبة لي.. (فلسطيني قد بلغ من الكبر عِتيا ما يزال محتفظاً بمفتاح بيته ويمني نفسه بالعودة مهما طال الزمن).. كنت حينها أتعجب من ذلك المشهد دون ألم وقلت في نفسي (معقولة كل هذا العمر ومازال متمسكا ببيته وعنده أمل بالعودة يوما ما). ومرت الأيام واندلعت نيران الحرب القذرة بكل ما تعنيه كلمة قذارة وغادرنا منازلنا بالإكراه.. وحتى آخر لحظة كنت أقول لن نأخذ شيئاً معنا لأننا سنعود قريباً... و لكن ويا للأسف كانت الاشتباكات تزداد ضراوةً يوماً بعد يوم في حارتي.. وكانت الكارثة.. فريق انتهك حرمته وفريق قصفه فأحرقه.. بيتي ذكرياتي حاجاتي كتبي مكتبي مكتبتي صحفي و أوراقي كمبيوتري المعطل الماطور ودبة الديزل دباب الماء دبة الغاز المليانة اااااه اااااه إلى الله نشكو ما أصابنا.. ومع هذا مازلت محتفظة بالمفتاح وعندي أمل أننا عائدون بإذن الله تعالى مهما مرت السنون.. وله كتبت هذه الأبيات: سلام مني خاص ما صب المطر سلام لك يغشاك يا الدار الكبير
سلام بالعنبر ومخلوط الزهر سلام بالكاذي مع روح العبير سلام يا بيتي ويحفظ من عمر سلام ياشيخ المباني والأمير
سلام يا صامد على رغم الخطر سلام يا شامخ وانته في السعير
سلام لك تعداد من جاء واستقر سلام ما رحبت بالضيف الفقير
سلام ما آويت في جوفك بشر سلام ما ارتاحوا بظلك بالهجير
سلام يا مفتوح يدخل من عبر سلام يا ماشي على بابك غفير
يا فرحة المحزون يا فك الضجر يا مسعف المحتاج بالخير الكثير
كنت المعلم والطبيبة و المقر كنت الحديقة والملاعب للصغير
سلام يا ذا النبل وانته من حجر انت القبيلي في المواقف ذي تغير
والحمد له ربي عدد غيث المطر نعمه لنا سارت و خير الله كثير