هل ستسجل "ولتون بارك" كمحطة من محطات التوهان للقضية اليمنية؟ سيتوقف هذا بالطبع على ما سيسفر عنه اللقاء الذي جمع السيد مارتن جريفيث، المبعوث الأممي إلى اليمن، مع نخبة من أبناء اليمن من السياسيين والمثقفين والمجربين في إدارة الدولة. ظلت بريطانيا، ولا تزال، متمسكة بالمسار الأممي المكون من قرارات مجلس الأمن لحل هذه القضية، والتي لا خيار أمام المبعوث الأممي فيها سوى التمسك به إذا ما أراد أن يسهم في إنهاء معاناة هذا البلد من الحرب والأسباب التي قادت إليها. كان لابد من أن تجسد رمزية هذا المكان الذي التقى فيه المبعوث الأممي بهذه النخبة من أبناء اليمن هذا الموقف، ويبني عليه مساره العملي، لاسيما بعد أن بدأت ملامح التوهان في المسار الدبلوماسي تتجلى في عدد من الوقائع التي رصدت في أكثر من مناسبة وآخرها اجتماع مجلس الأمن الأخير. لا يشكك أحد في مكانة وخبرة وجدية السيد مارتن، غير أن ما يجب الإشارة إليه هو أن اليمن لا يحتاج اليوم إلى حوار جديد يبدأ من الصفر، فهناك الكثير من التوافقات التي أنجزت والتي كانت الأمم المتحدة طرفاً فيها، مهمته هي مواصلة السير من المكان الذي توقفت عنده العملية السياسية بالانقلاب الدموي الذي صادر الدولة، واستعادة زمام الأمور بموجب القرارات الأممية وما لحق ذلك من جهود في جنيف والكويت. مهمته تصحيح ما لحق بالعملية السياسية والدبلوماسية من اختلالات وما أصابه من فتور وإنهاك، وإعادة ضبط إيقاعاتها حتى لا تخرج عن المسار الأممي، أما إذا فكر في أن يبدأ من الصفر والسير في طريق مختلف فما علينا إلا أن ننتظر توهاناً يدمر كل ما تبقى من حلم بالسلام. *سفير اليمن لدی بريطانيا
د.ياسين سعيد نعمان
لقاء النخب السياسية اليمنية في لندن 1384