سمعنا خبر وفاة ولدها فهرعنا إليها لنقف إلى جوارها في مصيبة زلزلت أركان ما بقي من عمرها آآآآآآه لو رأيتم ما رأيت آآآآآآه لو سمعتم ما سمعت آآآآآآه لو عشتم الحدث رأيت أماً تخرج روحها ولا تموت.. رأيت إنساناً يموت ثم يموت ثم يموت ثم يموت. تغيب عن الوعي للحظات وهي تصيح بعلو صوتها" قولوا لي كذب، إبني بخير". ثم تفيق من سكرتها لتذوق العذاب مرة أخرى. رأيت أماً فقدت صوابها. واشتد عذابها. وعلا صراخها. رأيت أماً تنعي ولدها ولم أستطع حينها أن أمنعها أو اذكرها بحرمة ذلك وتسمرت مكاني وهي تنوح وتردد: يا ولدي ولداااااه.. يا زرع كبدي.. يا ثمرة فؤادي.. يا شل روحي شلاه.. قم وجاوبني.. ( قدهم يموتوا بالعشرات، وتروح اُسر بكاملها.. قدهم يموتوا مذبوحين ومحروقين و تأكل جثثهم الكلاب)... بهذا كنا نعزي الأم الثكلى علها تتعزى بمصائب غيرها.. لا اله إلا الله يا له من موقف رهيب تنخلع من هوله القلوب و تتفتت الأكباد.. قلت في نفسي و أنا في ذلك الموقف: تُرى كم أم ثكلى مثلها.. كم بيت يعيش هذه الأجواء.. كم أسرة عاشت هذا الموقف وكم أسرة ستعيشه.. والله لو أن أمراء الحرب و قادتها.. ومثيري الفتن و مؤججي الصراعات رأوا ما رأيت .. وسمعوا ما سمعت.. و عُرض عليهم مشهد أم تتلقى نباء قتل ولدها.. لتوقفوا.. وانتهوا.. وعادوا إلى رشدهم.. وإلى إنسانيتهم.. وإلى ربهم. بعد هذا الحدث كلما سمعت أو قرأت خبر مقتل أو موت شخص في هذه الحرب القذرة يأخذني تفكيري إلى منزل الأسرة المكلومة.. إلى أمه، إلى أبيه، إلى زوجته وأبنائه وأخوته، إلى لحظة وصول الخبر القاتل.. و أصرخ حيث لا يسمعني إلا الله سبحانه.. أوقفوا الحرب أيها المجرمون
أحلام القبيلي
لو رأيتموها لأوقفتم الحرب .. 1244