من المقرر أن يحتضن مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين المقبل 13 أغسطس الحالي، مؤتمرا رفيع المستوى تحت رعاية الأمين العام للمجلس/ عبد اللطيف الزياني، ورئيس الحكومة اليمنية، رئيس لجنة التواصل والتفاوض أحمد عبيد بن دغر، لمناقشة مرجعيات الحل السياسي للأزمة اليمنية. وبحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات الدكتور/ عبد العزيز حمد العويشق.. فإن المؤتمر سينعقد بمشاركة سفراء مجموعة الدول الـ19 الداعمة للعملية السياسية في اليمن، ومجموعة أصدقاء اليمن، بالإضافة إلى سفارات الدول والمنظمات الدولية والهيئات الدبلوماسية. وسيناقش المؤتمر خلال جلساته عدة محاور أهمها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية واستحقاقات الانتقال السلمي للسلطة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216. كما سيناقش المؤتمر، جهود الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية عبر الوصول إلى حل سلمي يقوم على المرجعيات المتفق عليها وخطوات استكمال استحقاقات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. يأتي هذا المؤتمر عقب رعاية المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، اجتماعا تشاوريا انعقد في بريطانيا، الثلاثاء، ضم 22 شخصية يمنية وناشطات نسائية. غريفيث قال إن التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين، هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع القائم منذ 4 أعوام ومعالجة الأزمة الإنسانية. غريفيث قال إن الاجتماع ناقش على مدى يومين سبل استئناف العملية السياسية، وأنه يندرج في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها من أجل الانخراط في مشاورات مع الأطراف اليمنية كافة. المبعوث كان قد صرّح مطالبا بتمثيل النساء ب 30% على الأقل من وفود التفاوض، وأن يشغلن 30% من المناصب العليا في حكومة الوحدة الوطنية. المبعوث الأممي يبدو أنه يذهب بعيداً عن جوهر مهمته المفترض أن تقتصر على متابعة والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لكنه يمضى نحو الخروج عن المرجعيات الأساسية وعن طبيعة مهمته. تحركات وأنشطة المبعوث الدولي ومواقف الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بشأن المسألة اليمنية، وخصوصا الورقة الانسانية والحقوقية، تشهد انحرافا متسعا، وفي ظل تبدل وتذبذب المواقف والتطورات الدولية تتسع المخاوف من اعادة تصفير المسألة اليمنية وانفراط عقدها والعودة إلى نقطة الصفر وهدم التقدمات السياسية والتفاوضية التي تحققت وبالتالي الغرق في متاهة ودوامة بلا نهاية. تخشى الرياض من خروج الورقة اليمنية من تحت يدها المتغولة في حديقتها الخلفية، ومن المضي أو التوصل لتسوية سياسية لا تحقق التزامات الرياض للشرعية وللشعب اليمني التي حملتها أهداف عاصفة الحزم أو أية تسويات تُبقي الحوثيين كقوة مسلحة في الخاصرة. تأتي مواقف الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية وبعض حلفاء الرياض بشأن معركة مدينة وميناء الحديدة بما لا تشتهيه الرياض. لعلّ الرياض سارعت في التحرك لتدارك واحتواء الموقف واعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، فالمؤتمر "رفيع المستوى" الذي يجري التحضير له في الرياض قد يكون محاولة لإنعاش المبادرة الخليجية واعادة الدورة الدموية لعروقها المتجمدة. تُدرك الرياض أن المبادرة الخليجية باتت مجرد عنوان وشعار؛ شبه مفرغة المضمون لعوامل يمنية وأخرى خارجية. يمنيا تم الخروج عن مسار المبادرة منذ اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء وتوقيع "اتفاق السلم والشراكة" وتشكيل حكومة بحاح ومن بعده بن دغر بالمخالفة للمبادر التي نصت على تشكيل حكومة وفاق بالمناصفة بين أحزاب المشترك وشركائه وحزب المؤتمر الشعبي وحلفائه تكون رئاستها لتكتل المشترك، وما تلى ذلك من مخالفة المبادرة في اتخاذ القرارات السيادية وصولا إلى توقف وتعطيل انعقاد جلسات مجلس النواب، يُقابل ذلك الارتجاج الذي تشهده دول مجلس التعاون والخلافات داخل البيت الخليجي.
أحمد شبح
الرياض تحاول إنعاش المبادرة الخليجية 1155