كانَتْ السّياسَةِ تَتَلَوَّنُ فَتَقْذِفُ لَنا اسوءْ ما لَدَيْها ، ، وَكانَتْ الثَّوْرَةُ في قِمَّةِ جِماحِها تُعْطيَنا اُجودَ ما لَدَيْها.. وَفي زَمَنِ الحَرْبِ ضاعَ السيئون في السّياسَةِ وَضاعَ مَعَهُمْ اُجودَ ما أعطتنا إياه الثَّوْرَةِ.. قَذَفَتْ لَنا الحَرْبُ المُلَوَّثونَ وَذِمَمِ الفَسادِ يَتَزاحَمونَ لإفشال المُخْلِصِ وَصاحِبِ الضَّميرِ في عَمَلِهِ وَقَضيَّتِهِ.. سُلْطَةُ المالِ والْحُكْمَ وَتُجّارُ الحُروبِ جَميعَهُمْ يَدْعونَ إنقاذ وَطَنٍ.. كم نَحْتاجُ مِنْ الوَقْتِ ليُدْرِكونٍ اَنِ جَميعُ سُلُطاتِهِمْ قَدْ انْهَكَتْ البَلَدَ ، كَمْ مِنْ الجَوْعَى يَحْتاجُ اصِّحابُ المالِ ليتوقفونْ عَنْ السُّحْتِ والِاسْتِغْلالِ والْمُتاجَرَةِ بِجوعِنا وَفَقْرِنا اَلَّذي يَتَمَدَّدُ.. ؟ كم مِنْ أبنائنا وإخّوانَنا يَجِبُ اَنْ يَذْهَبُ الى مَحْرَقَةِ المَوْتِ حَتَّى يَتَوَقَّفَ المَهْووسونَ بِالْحُكْمِ وَتُجّارِ الحُروبِ عَنْ الِادِّعاءِ بِالِانْتِصارِ لِكَرامَتِنا وآدميتنا اَلَّتي أهدروها؟؟ في ظِلِّ هَكَذا وَضْعَ هَلْ تَظُنُّ أن المَرْءُ يُفَكِّرُ بِالنَّجاحِ، ما يَتَرَدَّدُ في ذِهْنِ كُلِّ يَمَنيٍّ اَنِ يَنْجَحْ في البَقاءِ عَلَى قَيْدِ الحَياةِ.. بقيةُ الأشياء مُجَرَّدَ تَفاصيلَ، أن المواطِنُ اَلَّذي لا يَخافُ مواجَهَةَ المِليشْياتِ المُتَمَرِّدَةِ يَخافُ (مُجْتَمَعٌ) تَتَحَكَّمُ الفَوْضَى واللّا دولةْ وَمِليشْيا مُخَلَّفاتِ الحَرْبِ في رِقابِهِ وَمَصيرِهِ، ثَمَّةَ قَهْرَ (مَعْنَويٌّ) يوازي في سَطْوَتِهِ قَهْرَ المِليشْياتِ المُتَمَرِّدَةِ. لا يُزيلُ هَذا الخَوْفَ المَسْكونَ بِالْقَهْرِ سِوَى اَنْ يَسْتَنِدُ المواطِنُ الى مُجْتَمَعِ تُسْنَدَهُ دَوْلَةً ، دَوْلَةُ تُكْسَرَ بِهَيْبَتِها وَسُلْطَتِها شَهيَّةَ المِليشْيا المُتَحَكِّمَةَ بِالْواقِعِ. تَظَلُّ الرَّغْبَةُ المُجْتَمَعيَّةُ بِضَرورَةِ الدَّوْلَةِ مُجَرَّدَ عَواطِفَ ، لَكِنَّ مُجَرَّدَ العَواطِفِ الجَميلَةِ لا تَصْنَعُ دَوْلَةً ، الِامْرُ يَحْتاجُ الى ارادةْ وَعَزيمَةٌ وَمُثابَرَةَ ، الِانْتِقالُ الى جَبْهَةٍ اخرى مِنْ المَعْرَكَةِ. لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ عُقْدَةٍ وادواتْ الصِّراعِ اَلَّتي يَسْتَنِدُ اَليِها هَؤُلاءِ في واقِعِهِمْ ، وَما اَلَّذي تَنْقُصُهُ مُؤَسَّساتُ الدَّوْلَةِ لِتَتَعافَى لِتَعودَ قَويَّةً. هانحنْ اليَوْمِ يَرانا العالَمِ وَنَحْنُ نَتَقاسَمُ آلِامنا وأحِّزانَنا، ينبهرونْ مِنْ تَكافُلِنا لِبَعْضِنا، يَنْبَهِرُ العالَمِ لِمُجْتَمَعٍ يُكْرَهُ صَوْتَ الحَرْبِ فيما لا يبالي بإيقاعْهِ، فيما يَنْشَغِلُ هوَ الِآخْرَ (العالَمِ) بِتَرْديدِ دَعَواتِ ضَبْطِ النَّفْسِ.
أحمد الضحياني
طُموحاتٌ يَمَنيّ في زَمَنِ الحَرْبِ 1287