في زحمة الحياة فقدنا الكثير من معاني الإنسانية
لم نعد نسمع أو نرى
مشاهد مرؤة أو مواقف نبيله
و حاصرنا الخذلان بكل أنواعه و من جميع الجهات
و في كل يوم يتمدد التصحر ليبتلع مساحات شاسعة من النفس الإنسانية
و أصبحت الأنانية و حب الذات هي السمة الأبرز ، فالكل يدور حول نفسه!؟
و قد تحدثنا في المقال السابق" عديم إحساس" عن تردي تغطية الإحساس عند بعض الاحباب و الأصحاب
واليوم سنتحدث عن ماهو أنكىء من ذلك
إنه الخذلان......
حدثتني إحداهن و بمرارة ووجع أنها قصدت أعز صديقاتها
و أستنجدت بها
قالت لها: أدركيني
أغيثيني
أحتاج وقوفك معي
أكاد انهار و أنا على شفا جرفٍ هار ، و أفكر في الإنتحار....
و كانت الصدمة و الصاعقة كما تقول:
فالصديقة العزيزة و الأخت الغالية لم تتفاعل مع كلامي سوى دقيقة واحدة ثم غيرت موضوعي و أنتقلت للحديث عن نفسها
و أنها متأزمة نفسياً بسبب العمل و الراتب ونسيت موضوعي تماماً!!!!!؟؟؟؟؟
و هكذا قد يخذلك أقرب الناس إليك رغم أن الأمر معنوياً لا يتعدى المشاركة الوجدانية و الكلمة الطيبة والنصيحة الهادفة
و لو كان الأمر مادياً ما أستغربنا الخذلان لان الإجابة معروفة سلفاً
صحيح أن لكل إنسان مشاكل و متاعب و مصاعب و ربما مصائب
و لكن الله سبحانه و تعالى قال" و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة"
و هناك أمور مقدمة على أمور
و الشاعر يقول:
إن أخاك الحق من كان معك
و من يضر نفسه لينفعك
و من إذا ريبُ الزمان صدعك
شتت شمله ليجمعك
و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.