من الأدعية المأثورة التي يشعر المؤمن بعظمتها وحاجته الكبيرة إليها
" اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه"
فقد يرى العبد الحق حقاً واضحاً جلياً لكن الكبر يمنعه من اتباعه
, أو قد يحول بينك وبين الحق صديق سوء
أو شهوة
أو كسل
أو ضعف أو فتور أو مصلحة، فإبليس امتنع عن تنفيذ أوامر الحق سبحانه قائلا مستكبراً " أأسجد لمن خلقت طيناً"
وعقبة بن أبي معيط كان قد لازم رسول الله صلي الله عيه وسلم وكاد أن يسلم حتى أتاه أبو جهل وقال له: لئن لم تذهب وتبصق في وجه محمد فوجهي من وجهك حرام ففعل ما أمره به..
والفتاه تعلم أن الحجاب فرض واجب ولكنها تتبع شهواتها وتتبرج..
و المسلم يعلم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأنها الفرق بين الكفر والإسلام ومع هذا لا يصلي كسلاً أو فتور أو ,,, لا أدري لماذا؟..
ويعرف العبد الباطل وأصنافه وألوانه ولكنه يتبعه،
إما لشهوة نفس أو تزيين شيطان أو لمصلحة شخصية أو حزبية،
فالذي يشرب السيجارة يعرف أنها سبب رئيسي للسرطان ومع ذلك يشرب وبشراهة
والسارق يعلم حرمة السرقة وكذلك شارب الخمر وشاهد الزور وبنت الجيران تعلم أن المكالمة الهاتفية مع جارها أو زميلها ستقودها إلى كارثة ومع ذلك تهاتفه ليل نهار
ويعلم الشاب الذي ينتهك أعراض الناس أن الجزاء من جنس العمل ومع ذلك لا يرعوي
والأخطر من معرفة الحق وعدم اتباعه أن يكون العبد "من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.."
يظلم زوجته وهو يظن أن هذا الظلم هو عين الرجولة وقلب القوامة..
يسرق أموال الناس وهو يظن أنها ملك خاص له..
يخرب بلده ويظن أنه ثائر..
يقتل الأبرياء في الشوارع والمدارس والمساجد ويظن أنه مجاهد في سبيل الله تعالى وسيلتقي بالحور العين خلال لحظات..
ترتكب المنكرات في التمثيل وتظن أنها تخدم المجتمع، زاعمة أن الفن مهنة إنسانيه وترجو من ربها الأجر والثواب
و"كل حزب بما لديهم فرحون".
ختاماً:
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.