من أجمل الكلمات التي قرأتها وأعجبتني (إذا قررت يوماً أن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحق أبدا منا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظه ألم تشقيه.. وإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك فلا تنس انها منحتك عطراً جميلاً أسعدك...) وأجمل من هذا كله قوله تعالى " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" و قوله تعالى " ولا تنسوا الفضل بينكم" لكننا كما هي العادة نخالف أوامر الرب الرحيم الحكيم، ونبتعد عنها سالكين طريقاً آخر، ونتعمد أن نختم علاقتنا بخصومات و عداوات، ونبني بالنكران جدران النهايات، وننسى ما كان بيننا من حب و معروف "و عيشٍ و ملح"كما يقولون. وتبدأ كل علاقة بالعشق والهيام و تنتهي بالكراهية و حب الانتقام.. وملخص كل القصص" بعد المحبة و المودة صرتو تنسوني". " و خلاص أنا بنساك يا هاجر و ياناسي. بارد قلبي مثل قلبك بالهوى قاسي".
سلام على مرثد: ما أجمل أخلاق الصحابي مرثد وهو يخاطب "عناق" المرأة التي كان يحبها قبل أن يعتنق الإسلام و كانت تحبه و كانت امرأة بغي، وهي تدعوه للحرام قائلة"هلم فبت عندنا الليلة"، فرد عليها رداً مؤدبا.. لم يجرح مشاعرها ولم يعمد إلى إهانة كرامتها ولم يتعال عليها ولم يستخدم الدين دافعاً ليمسح بكرامتها الأرض ليُقنع نفسه بكراهيتها، بل قال لها وهو يخاطبها باسمها" يا عناق حرم الله الزنا".. لم يقل لها أنت زانية.. أنت بغي.. لا يشرفني معرفتك.. و أعوذ بالله من شرك... إنه الرقي الأخلاقي الذي نفتقر إليه..
إذن فلنكره بحب، ولنخاصم بشرف، ولنختلف بأدب، ولنفترق باحترام، ولنغادر بسلام، ولنسأل الله في كل أمر حُسن الختام، ولنعمل بوصية.. الكاتبة أحلام مستغانمي في كتابها نسيان "غادر حياة من أحببت كنسمة، لا تدمر مكاناً أقمت فيه".