في مثل هذا الصباح من عام 2014 أفاقت صنعاء على نبأ استشهاد بطل معركة آخر الأسوار، العميد الركن/ صادق مكرم- قائد لواء الدفاع الجوي بالفرقة الأولى مدرع- كما تداولت مواقع التواصل صوراً لشبان استشهدوا على قارعة الطريق هم اطهر ما أنجبت اليمن. صادق مكرم ضابط جمهوري حر، استشهد وهو يحاول صد مغول الإمامة الذين أسقطوا عاصمة البلاد. كان الحدث كبيرا، الجمهورية حلم الأمة اليمانية طعنت في خاصرتها وكان الكابوس البشع قد حجب عنا آنذاك حتى رؤية وجوه الشهداء الأبرار الذين تساقطوا بين شملان والفرقة. في الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط صنعاء تداول اليمنيون خبر عودة الجنرال محسن إلى مقر الفرقة بتوجيه رئاسي رغم حلها قبل ذاك بعام وأصبح الرجل مستشارا وليس قائدا للفرقة. استغرب الناس حتى وردت الصور لتؤكد ذلك، وبقي الكثير معترضون إما لعدم جدوى المغامرة وبعض خشي مآلات مزعجة، بل قال بعض العاهات إن ذلك سيستفز الإمامة رغم أنها كانت تقصف صنعاء بالقذائف ولا استفزاز أبشع من ذلك!. انجلت المعركة لاحقا عن هزيمتنا، نعم كانت هزيمة بشعة لكنها كشفت حصاد خيباتنا بلا رتوش بعد طول تستر وأقنعة ومنذ ذلك التاريخ قرر كل الأحرار استعادة الزمام.
الجنرال الذي غادر ثكنته مع تهاوي آخر الأسوار متحيزا إلى فئة، كان بتلك المغامرة يرسم لقادة الجيوش معنى تنفيذ الأوامر العسكرية التي يصدرها القائد الأعلى، واختار ان يغادر ميدانه وليس في صفحته ساعة تمرد على قيادته او لحظة تنصل عن مواجهة أعداء الجمهورية. انهزمنا وكانت الهزيمة قاسية ومراراتها لا توصف ولن تزول، وسنظل نتجرع المرارة حتى تعود إلينا صنعاء جمهورية شامخة ونعود إليها أحرارا شامخين. صباح العودة يا صنعاء.. اقترب الوعد الحق