مع بداية الوحدة اليمنية، حينما كان المناضل/ منصر السيلي محافظاً لعدن، قدّم له شيخ نافذ من الشمال أمر صرف قطعة أرض في عدن بتوقيع علي عبدالله صالح، ومزقها السيلي الغائب قسراً والمجهول مصيراً والرحمة تجوز على الحي والميت، قائلاً له عدن ليست أرضاً للبيع والشراء، لماذا لا تصرف لك أرض في صنعاء؟. ومن مهازل النظام البائد بعد حرب 94م الظالمة في إذلال الجنوب وبالذات عدن، إذا تصارع نافذان في صنعاء على قطعة أرض كان التعويض بعدن، واستبيحت أراضي عدن للنافذين والأذناب والجواسيس والعملاء مع النظام. وبعد ثورة الجنوب الحر التي فجرت ثورة الربيع اليمني الشعبية الشبابية، كشفت عيوب ذلك النظام والنهب المنظم للأراضي والمتنفسات، ومساهمة ضعفاء القوم من الجنوب وعدن في ذلك، حيث كانت عدن مسرح للعبث بأراضيها، وتعد المخططات في أجمل المواقع كهدايا للنافذين بعضها بأمر السلطة حينها وبعضها من قبل موظفين جنوبيين للتقرب من هذه السلطة، كل ذلك يطبخ في دهاليز مؤسسة الأراضي والمجالس المحلية وبمهندسين جنوبيين، وأذناب النظام حينها من الشطرين، ويتم التوزيع في دواوين ومجالس المؤامرات على عدن، هي بالنسبة لهم قطعة أرض سكني تجاري فقط، فاستباحوها وقهروها، وحرموا المستحقين من المواطنين الشرفاء أبناء الأرض والمدينة من الحصول على قطعة أرض للبناء والسكن، إلا من كانت له قرابة وصحبة ومصلحة مع المعنيين، وجرى جري الوحوش وتمكن من الحصول على نصيب وفاز بقطعة أرض صغيرة بعضهم استطاع البناء والبعض الآخر باعها للوبي الأراضي المعروف بعدن. العدد الأكبر من المواطنين هم ضحايا الجمعيات السكنية، والأقساط التي دفعت ومصيرها، والأراضي التي صرفت حيثما غرق عنتر بكثبان الرمال، هي جمعيات مهنية للموظفين في مساعدتهم على الاستقرار والحصول على سكن ثابت وخاص يخفف عليهم أعباء الإيجار، فكانت أيضاً عرضة للتلاعب، حيث أدرجت فيها أسماء من مناطق أخرى كصنعاء وأخواتها، ومسئولين ونافذين، وإلى اليوم لا يعرف منتسبيها مصير أراضيهم وأقساطهم، جمعيات صارت من التاريخ ومن ذكريات ذلك الزمان، مات أعضائها وتوارثها الأبناء، وأموالها في خبر كان، من ينصف الناس من هذا الظلم المضاعف. من لا يذكر التعويض، وإدراج أسماء بارزه في المجلس المحلي، في بعض التعويضات، من لوبي الأراضي، الذين نهبوا عدن بالطول والعرض حتى المملاح والمعالم والجبال والشواطئ والمتنزهات. صدمت عدن في هذه الأيام بسطو متنفذ على متنفس ساحل أبو الدست في صيرة، ويستعرض أمر صرف من صالح تعويضاً عن قطعة أرض له في صنعاء، طبعاً متنفذ من العيار الثقيل، وإلا لما تجرأ أن يبرز هذه الوثيقة لأنها من الماضي المعيب بحق حاملها التي تتطهر اليوم عدن من هكذا سلوك، والناس تبحث عن إصلاح هكذا اعوجاج أضر بعدن. ذلك القائد الهمام الذي ترك الجبهات واستخدم كل ما تحت إمرته من جنود وأطقم وسلاح ليحمي الناهبين للأراضي والباسطين على المتنفسات ومواقع الخدمات ويبيع ويشتري بعدن كالباسط على أحواض المجاري والمملاح، هؤلاء هم دحابشة الجنوب ولصوص المرحلة. لا مجال أمام أبناء هذه المدينة غير حماية مدينتهم من هؤلاء الفاسدين والمتطفلين على المدينة وناهبي الأراضي والباسطين على متنفسات ومعالم عدن، وهم قادرون بقوة تماسكهم ومكونهم الاجتماعي المدني والله معهم ولا يضيع حق وراه مطالب.
أحمد ناصر حميدان
عدن ولصوص الأراضي 1545