واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم.. تحت السماوات انقساما
طبعا.. نحن لم ننفذ هذه الوصية، بل فعلنا عكس ما تضمنته من تحذير.. وستجد في تعز من يكره صاحب إب وفي إب من يكره صاحب تعز وفي صنعاء من يكره صاحب عدن وفي عدن من يقتل صاحب صنعاء، وهكذا ستجد في كل محافطة من يكره أبناء محافظة أخرى.. وستجد مثقفين وأدباء يستخدمون ألفاظاً مقيته لا تنم إلا عن قلة وعي وقلة دين وقلة إنسانية مثل " أصحاب الهضبة وأصحاب مطلع وأصحاب منزل وغيرها من المصطلحات والكلمات التى تؤسس للثقافة المناطقية في المجتمع.. وأنا لا أبغض شيئاً مثلما أبغض وأمقت المناطقية والطائفية والحزبية.. هذا الثلاثي المرعب الذي دمر البلاد وجعل البغضاء والضغينة والكراهية تستوطن القلوب والنفوس.. وجعلت منا فرقا وشيعاً متناحرة كل طرف على استعداد للتحالف حتى مع الشيطان من أجل القضاء على خصمه الذي هو أخ له من شدة كراهيته. لقد عشت عمري كله في تعز.. وخرجت من تعز نازحة وماكنت أظن أنني أستطيع العيش خارج حدودها. فلما أجبرتني الحرب على التنقل من محافظة إلى ـخرى لم أشعر بالغربة في أي محافظة انتقلت إليها واكتشفت أني لا أحب تعز فقط بل أحب كل ربوع اليمن فاليمني هو اليمني في تعز أو إب أو صنعاء أو عدن وفي كل محافظة هناك الصالح والطالح والسيء والجيد وهناك المرتزق والخاين والسارق وقليل الأدب وعديمي الأخلاق والمرؤة وهناك الشرفاء والأحرار و والأنقياء والأطهار.. ولا توجد حافظة طاهرة واخرى نجسة. صدقونيأان المناطقية والحزبية والطائفية هن أصل كل داء ومنبع كل بلاء وصفها النبي صل الله عليه وسلم بالحالقة قال انها تحلق الدين وإذا حُل الدين ما الذي سيبقى بعده؟ ولن نخرج من هذا التيه ومن هذا المستنقع ولن تنكشف الغمة عن الأمة إلا بتطهير القلوب ولم الشمل والترفع والتسامي عن كل ما يخدش الإخاء والمحبة