من العلاقات المرهقة التي أوصى المختصون بالابتعاد عنها العلاقة بالإنسان الشكاك وسيء الظن وقد حدثت لي قصة غريبة وعجيبة مع أحد المرضى بهذا الداء ربما كانت هي الأقوى من بين قصص المصابين بهذا الداء: ذات نهار رمضاني اتصلت بي إحدى الشركات وأخبروني أنهم صرفوا لي إكرامية رمضانية، ويريدون اسمي لتحويل المبلغ ولأنني أكتب باسم مستعار أعطيتهم إسم إحدى معارفي وتمت العملية بنجاح في العام الأول.ز ومر عام وعاد رمضان فإذا بتلك الأخت تشك أنني سجلت أسمها في كشوف الصحفيين وأستلم حق من حقوقها رغم أنها ربة بيت لا صحفية ولا تعرف الصحافة. شرحت لها الموضوع رغم أنها تعرفه من العام الماضي لكن دون جدوى. جيت لها شمال جت لي يمين جيت لها يمين جت لي شمال. ساعتها شعرت بوجع في قلبي، ليس من أجل المبلغ الزهيد ولكن لأنني ما تعودت التعامل مع هكذا شخصيات. تألمت من هذا الخُلق الذميم البغيض الذي لا ينم إلا عن نفسيات مريضة. وصدق الشاعر حين قال: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه بقول عداته وأصبح في ليل من الشك مظلم وتظل متهماً في نظر الشكاك و سيء الظن مهما أحسنت التعامل والعمل وستظل مذنباً في نظره دون أن ترتكب أي ذنب بل ولا ينفع معه مطلقاً معرفته الجيدة بك وبأخلاقك العطرة ولم يسلم من ذلك الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فرغم معرفة كفار قريش بصدقه وأمانته حتى سموه الصادق الأمين إلا إنهم قالوا عنه ساحر كذاي عندما دعاهم إلى دين التوحيد هذا المريض لا يتعامل مع حقائق هو يتعامل مع شكوك ووساوس وأوهام ليس لها وجود إلا في نفسه ورأسه ومهما أحسنت إليه (عمره ما يتجمل) لأنه يفسر تصرفاتك تفسيراً شريراً، فأنت تطمع في ماله أو قربه.. و(يعلم الله مو تشتي) ويعلم الله (ما في نفسك)، وهو متأكد إنك تريد أن تخدعه أو تبتزه أو تستربح من ورائه.. شعاره دائماً وابداً (مافيش حاجة لوجه الله) قال علي رضي الله عنه وأرضاه: الشرير لا يرى الخير في الناس لأنه يراهم بطبعه
أحلام القبيلي
شكاك 1215