عملية تفخيخ للعقل اليمني وجعل الدراسة مسألة جديرة بالهزء لا أكثر. أنا الآن استجيب كلية لنظرية المؤامرة وأن الحوثيين يعملون بقصد ووعي لتجهيل مجتمع كانت الثانوية العامة وستظل معيارا أساسيا لمستواه العلمي وخياراته وما يترتب عليه مستقبلا. نتائج الثانوية تعني ماهية الجامعة. الضبطية الأمنية التي تظهرها الحركة الحوثية الحاكمة تتناقض كلية مع هذا الاخفاق في منع الغش، لكنهم يقومون بحماية الظاهرة فيما يبدو ومنح تأكيد بالنتائج، شكل من توثيق الخداع وافساد التعليم هكذا نتائج وشهادات، طلبة لم يذهبوا للدراسة يوما وحصلوا تسعينات. انت بهذا تضع حدا لعلاقة ابنائنا بجامعات العالم، وسيحدث أن تعلن جامعات كثيرة في هذا العالم عدم قبولها لشهادة الطالب اليمني، وكأنك منهمك في عملية غش للعقل اليمني من الداخل وتنخره بما يكفي للبلاهة فحسب، البلاهة التي تحتاجها لتحكم بلادا تعلمت قبل مجيئك، ولن ترتب وعيها المستقبلي وفقا لهذا الغش المسيطر عليه والقصدي. الأمر الذي سيلحق بنا ضررا إضافيا لقائمة الأضرار والتي استهدفت كل انجازات ومكاسب الجمهورية، من تعليم وجيش وسيادة وطنية وحزبية وديمقراطية، ربما يسعك ابقاء جيل ثانوية اليوم أعمى إلى حين. لكنك لن تنجح في انتزاع ما راكمته الجمهورية في أدمغة مئات الالاف من كتب ومقاربات واستلهام تدور كلها حول العلم بحياة لائقة لم تعد بحاجة لاختبار وهي غير قابلة للغش. *من صفحة الكاتب على فيسبوك
د. طالب محمود ياسين الخفاجي
هذه مؤامرة ضد التعليم 856