ديننا دين الجمال، دين الأناقة، دين النظافة.. وفي حين كان الاستحمام في أوروبا جريمة يعاقب عليها القانون، كان الاغتسال في ديننا فرضاً وسنة ومستحباً.. ونبينا الأنيق يقول" إن الله جميل يحب الجمال" ولكم أن تتخيلوا مدى أناقته من مشهد واحد.. كان الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- إذا مر بطريق انتشرت رائحة العطر في أرجاء المكان ويظل عطره عالقاً بعد ذهابه.. ومن عاداتنا في اليمن وربما في باقي الدول العربية إذا شم الشخص رائحة طيبة يصلّى على النبي تلقائياً.. وكان يقول: "حُبب إلي من دنياكم الطيب" "ومن كان له شعر فليكرمه" "ولولا أن أشق عليكم لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".. وقال " أصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس".. ولا أدري من أين جاءتنا ثقافة ( البهذلة)، وكيف انتشرت في أوساط بعض الرجال، فتراهم شُعثاً غُبراً يُحيي بعضهم بعضاً بقولهم" حيا بمن شمه بارود"، معتقدين أن هذه المظاهر هي عين الرجولة، وأبرز صفاتها.. وهناك صنف آخر يعتقد أن ذلك من التواضع والبعد عن الكبر وكلاهما على خطأ، ولهم في رسول الله أسوة حسنة، سيد الرجال، وسيد الشجعان، وسيد المتواضعين.. وهناك صنف ثالث بالغ وأسرف في تتبع الموضات الجيد منها والسيئ، فيشتري قارورة العطر بما يعادل مئات الآلاف من الريالات، ويشتري القميص بمثل ذلك أو أكثر، في حين أن الناس يموتون جوعاً.. ولهؤلاء قال النبي الأنيق " البذاذة من الإيمان".. والبذاذة تعني البساطة، فيستطيع الشخص أن يكون أنيقاً بأقل التكاليف.. ويا محبي النبي صلوا عليه.
أحلام القبيلي
النبي الأنيق 1166