بعد جهد جهيد ووساطات عديدة، تمكن مجموعة من المغتربين من أنصار الانتقالي في نيويورك من أخذ موافقة سيناتور في الحزب الجمهوري على تلبيته لدعوة العشاء التي وجهت له من قبلهم. والهدف- طبعاً- طرح مظلومية الجنوب كما يرددون.. وصل السيناتور في الموعد المحدد إلى المطعم المتفق عليه، تم استقباله استقبالاً حاراً من قبل أصحابنا، وبعد أن جلس الجميع على الطاولة المعدة وبعد التعارف والتحدث عن اليمن، بدءوا بشرح مظلومية الجنوب وكيف أنه مهمش وتم إقصاؤه من المناصب وكيف أنهم واقعون تحت الاحتلال الشمالي.. ثم أعطوه نبذه عن المجلس الانتقالي وزعيمه عيدروس الذي يناضل من أجل استقلال الجنوب ورفع مظلوميته وكيف أأن الرئيس هادي يعمل مع الشمال. تأثر السيناتور من كلامهم وطريقة شرحهم الدرامية.. قال لهم أنا على استعداد لإثارة هذا الأمر داخل الكونجرس ولكن لا أدري ماذا سيكون موقف السفارة اليمنية هنا؟ فقالوا له تطمن من هذا الجانب السفير اليمني في أميركا من الجنوب، فقال ممتاز، بقي معنا مندوب اليمن في الأمم المتحدة. فقالوا له وهذه أيضاً محلولة، فالمندوب أيضا من الجنوب. اعتدل السيناتور في جلسته وقال كما تعلمون أن مجلس الأمن الدولي وتحديداً الدول الخمس الكبار فيه هي التي تحدد مصير القضايا الدولية وتحتاجون إلى جهود جبارة في تلك الدول من أجل إثارة موضوعكم في المجلس ولاشك أن سفراء اليمن في تلك الدول سيحتجون ضد أي تحرك لكم، فضحك أحدهم وقال، لا قلق فسفراء اليمن في الدول الخمس الكبار كلهم من الجنوب.. وضع السيناتور الكأس من يده وقال: دول مجلس التعاون الخليجي هي التي تقود الحرب في اليمن وهي من أصدرت مبادرة خليجية بخصوص نقل السلطة في اليمن ورأيها مهم جدا.. فقالوا كل سفراء اليمن في مجلس التعاون من الجنوب ولكي نطمنك أكثر فإن أكثر من 70% من الخارجية والسفارات والقنصليات اليمنية في العالم هي بيد أبناء الجنوب وحتى مندوب اليمن في الجامعة العربية،، فضحك السيناتور وقال ماذا أبقيتم إذاً لإخوانكم في الشمال..؟ فردوا عليه بالقول عندهم أريتريا وموريتانيا وليبيا وبعض الدول الأخرى مثل تونس.. ماذا سيكون موقف أعضاء الحكومة اليمنية من تحركاتكم.. سألهم السيناتور؟ رد أحدهم وهو ينفث الدخان من أنفه كما قلنا لك لا تقلق فـ 70% من أعضاء الحكومة أيضا ونوابهم والوكلاء هم من أبناء الجنوب، ومازحه أحد الحضور قائلاً نعطيك معلومة أخرى يا سيد حتى الحكومة في صنعاء والغير معترف بها من دول العالم يرأسها كذلك أحد أبناء الجنوب.. وقهقه الجميع بعد ذلك.. وهنا وقف السيناتور من مكانه وقال. هل تسخرون مني يا سادة هل دعوتموني من أجل ذلك، هل أنا أمام مشهد فكاهي؟.. فلولا أني لم أشرب إلا كأساً واحداً لقلت إني قد أفرطت بالشراب مما أفقدني القدرة على التركيز.. عن أي مظلومية تتحدثون.. ثم دعوني أسألكم كيف استطاع عيدروس ومجلسكم أن يصدر كل تلك القرارات؟. فقالوا لم يصدرها عيدروس وإنما أصدرها الرئيس هادي.. رمى الكأس من يده وقال أنتم لا تستحون.. أنتم لا تخجلون؟. أعدكم أني سوف أثير موضوع القضية داخل الكونجرس ولكن القضية الشمالية ومظلومية الشمال.. غادر بعدها وسط استغراب أصحابنا.. وهنا الكارثة أنهم مستغربون # كمال_البعداني
د.كمال البعداني
سيناتور أميركي يتعاطف مع القضية الشمالية 1332