ومع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نكمل المشوار، فبعد أن بلغ سن الأربعين نزل عليه الوحي الكريم وكانت أول الآيات من كتاب ربنا جل وعلا نزولاً قوله تعالى "إقرا باسم ربك الذي خلق" إقرأ يا أمة لا تقرأ إقرأ، فما عبد الله بشيء خير من العلم، وفقيه عالم أشد على الشيطان من ألف عابد، "وإنما يخشى الله من عباده العلماء". وبالعلم ترتفع المكانة، وبالعلم تسمو النفوس وبالعلم تضيء العقول وبالعلم تصفو القلوب وبالعلم تعرف الحق من الباطل، بالعلم تدحر الظلام بالنور. ونحن أمة لا نقرأ وإذا قرانا فأكثر ما نقرأ هي الكتب الجنسية والفكاهة وكتب السحر والشعوذة ورسائل الجوال. وكان بدء النبوة بنزول أول آية نزلت من القرآن ـ وهي قول الله تعالى: "إقرأ باسم ربك الذي خلق". وكان بدء الرسالة بنزول قوله تعالى: "يا أيها المدثر قم فأنذر" قال الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب, في الأصول الثلاثة: نبئ باقرأ، وأرسل بالمدثر قم فأنذر، فلا يكفي أن تقرأ ولابد أن تترجم ما قرأت إلى أفعال، قم و انهض وانفض عنك الكسل أيها المؤمن، وبعد أن تنهض أنذر، حذر ومن هذا يتضح لنا أن العلاقة وطيدة بين العلم وقيام الأمم، بين العلم وقيام الهمم ولن تقوم بدون علم ولن ينفعك العلم بدون قيام. يا أهل الأربعين لحظه: قال تعالى" حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين( ففي الأربعين تناهي العقل كما قال القرطبي وهي مرحلة النضج وكمال العقل والخبرة وقال مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس فإذا أتت عليهم أربعون سنة اعتزلوا الناس واشتغلوا بالعبادة والتعليم حتى يأتيهم الموت وكان الرجل إذا بلغ الأربعين طوي فراشه ومد سجادته وشمر للعبادة ومن المحزن أن تجد من أمة محمد من بلغ الأربعين وهو لم يركع لله ركعة، ولا يعرف للمسجد طريقاً الرجل في هذا الزمان إذا بلغ الأربعين دخل في مرحلة المراهقة الثانية. ومن المضحك أن تجد من جاوز الأربعين وهو يمارس طقوس المراهقة ليل نهار، في قوله وفعله ولباسه. ويقول القرطبي " من بلغ الأربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرهما وقيل لمسروق وهو أحد التابعين الكبار: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بلغت الأربعين، فخذ حذرك. عن الحسن البصري ـ رضي الله عنه ـ قال: من جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار ". قال أحد الحكماء: تركت الذنوب والمعاصي في الأربعين سنة من حياتي حياء من الناس، فلما بلغت الأربعين تركتها حياء من الله. و كانوا يقولون: إذا رأيت الرجل بلغ الأربعين وهو في سن الصبا والطيش والجهالة فأحسن الله عزاءك فيه. إذا كان هذا ما قيل في أصحاب سن الأربعين، فماذا يقال عن سن الخمسين؟ ماذا عن سن الستين؟ ماذا عن سن السبعين، ماذا عن هؤلاء الذين لازالوا يعاكسون النساء في الشوارع؟ ماذا عن هؤلاء الذين لازالوا يطلقون أبصارهم في الحرام ويشاهدون الحرام ويسمعون إلى الحرام وربما يمارسون الحرام.. نسأل الله تعالى العفو والعافية؟ Alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
المبعوث بأقرأ 1247