الالتزام الأجوف هو أحد المظاهر الكذابة، حيث يظن البعض أن انتماءه لحزب أو جماعة أو اللحية والثوب الساتر والذهاب إلى المسجد يكفيه وينجيه.. والصحيح أن الأعمال بالنيات وأن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أحزابكم ولكن ينظر إلى قلوبكم، فذنوب الخلوات تفضح العبد في الساعات الأخيرات، وعند معالجة السكرات وقبل الموت والفوات وقد قدم أحد الشباب سؤالاً للشيخ سعيد بن مسفر القحطاني قائلاً: أنا يا شيخ شاب ملتزم ولكني مدمن على مشاهدة الأفلام الخليعة وممارسة العادة السرية وسماع الأغاني، فما كان من الشيخ إلا أن قال "مدمن مشاهدة أفلام خليعة وعاده سرية وسماع أغاني وملتزم؟ إذن ملتزم بأيش؟ أنت ملتزم بالشيطان. ومن أصحاب المظاهر الكذابة بعض من يثور على الفساد ولا يعرف فساد قلبه، ويسعى لإزالة الظلمة وهو يظلم نفسه بمعصية الله تعالى, ينتقد الإهمال والتقصير وإضاعة الحقوق وهو لا يرعى حقوق مولاه وبارئه وأكثر من يقصر في أداء ما افترضه عليه.. لحظه من فضلك: والناس تغرهم المظاهر، ويبهرهم الظاهر، ولذلك قال المثل اليمني" إجزع بزيك ولا تجزع بأصلك".. ولكن الذي يعلم السر وأخفى، ويستوي عنده السر والعلن لا يرى إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولن ينظر إلى قلوبكم، فطهّروا قلوبكم فهي محط نظر الرب. ومظاهر كذابة أخرى ذكرها الشاعر/ أمين المشرقي في قصيدة أسماها اتجهنا لدنيا وابتعدنا عن الدين: عالم اليوم توهّنا بحب المظاهر نطلي الفحم ونحطه مكان الجواهر ثم نعلن بأن الفحم صاحب مشاعر حين يظهر عليه الأغبرة والدخاخين ******** اتجهنا لدنيا وابتعدنا عن الدين وأين الاسلام منا ما معانا سوى اسمه ما اعترفنا بروحه واعترفنا بجسمه في سبيل المصالح كل من شل قسمه ********* ندعّي فلسفة سقراط وإلا ستالين اتجهنا لدنيا وابتعدنا عن الدين لو نظرنا علاقتنا مع رب الأرباب لاكتشفنا عللنا والمسبب والأسباب ****** كيف يتعامل المولى مع عبد كذاب غير قابض على دينه كثير التلاوين اتجهنا لدنيا وابتعدنا عن الدين ***** الخلل في سلوكياتنا والطبايع في علاقاتنا ما بين شاري وبايع حيث صارت مبادئنا مجرد بضايع فاسدة ما نرى غير اسمها والعناوين اتجهنا لدين وابتعدنا عن الدين ****** والمرشح مؤدب عند ترشيح نفسه وان تحقق نجاحه بدّل الفعل عكسه تزبطك رجل خيله يحرقك حر شمسه كيف يتقلد التمساح جلد الدلافين اتجهنا لدنيا وابتعدنا عن الدين
أحلام القبيلي
الالتزام الأجوف 1185