بعد سنوات طويلة التقيت صديقتي المقربة وقد أصبح لها من الأطفال اثنان وكنت بشغف شديد لرؤية ابنها لأنني اعتبره كأحد أبنائي وعندما التقيتة شعرت بألم شديد لأني لم أجد عليه أي علامة من علامات التميز والإبداع وكان كغيره من ملايين الأطفال العاديين.. لم يكن مؤذياً أو مشاغباً، لكنه كان طفل عادياً. كانت أذناي تتشوق لسماعه يقول ماما "باروح أصلي بالجامع".. أو يقرأ آيات صغيرة من القران قبل النوم.. أو يحدثني عن صلاح الدين. أما صديقتي الأخرى هداها الله فجاءتني تقول "أنا قررت". قلت لها: وماذا قررتِ؟ قالت: قررت أعلم ابنتي الرقص.. أذهلني هذا القرار وقلت لها ولماذا؟ قالت : لأنني بصراحة ندمانه أنني لم أتعلم الرقص منذ الصغر فزوجي يطلب مني وأنا لا أجيد.. فقلت لها ما شاء الله والاهتمامات والرغبات والأهداف والغايات.. تحية لهؤلاء: أين هذه الأم من خالتي أمة الله التي خرج من تحت يديها ثلاث حافظات للقرآن الكريم هن بناتها وأين هذه الأم من هند أم معاوية- رضي الله عنه- وهي تهدده في المهد وتقول: ثكلته أمه إن لم يسد قومه.. وتحيه لأبي عبدالله الذي ألزم بناته الصغار لبس الحجاب الشرعي فلا يعرفن العاري ولا يلبسن الضيق.. بل إن إحدى بناته كانت تشاهد بجواري قناة للأطفال فما كان منها إلا أن سألتني" ليش لابسات هكذا ما يستحينش من الرجال" وهي لم تتجاوز الأربع سنوات. وبعض الآباء هداهم الله يخرج بابنته بربع فستان فإذا قلت له لماذا؟ قال: مازالت صغيرة لا تعقدوش الأمور.. وتحية لمحمد وأم محمد الطفل المعلق قلبه بالمساجد.. ولأن جده مؤذن الحي تراه طوال الأربع وعشرين ساعة يؤذن ويقيم الصلاة قائلاً: "عدا عامت الصلاة قد, عامت الصلاة".. وتحية لأسرار ومن ربّى أسرار الطفلة التي تحلم وتتمنّى أن تحرر هي بيت المقدس وتحية لكل مبدع تربوي.. أو لكل مرب مبدع
أحلام القبيلي
إبداع تربوي 1247