صديقتي وأختي في الله كرهتْ الحياة وأصابها الإحباط واليأس لأن زوجها الذي كانت تحب الدنيا لأجله طلقها، وأخرى قتلت نفسها بعد أن توفي زوجها الذي كانت تحيا بحبه، وآخر أصيب بالجنون لأنه حيل بينه وبين الفتاة التي لا يرى للحياة معنى بدونها، وأم أصابها الانهيار العصبي عندما تركها ولدها الذي ضحت بحياتها لأجله، وفضل زوجته عليها، وأخرى لم تعد تصدق أحداً وكرهت كل الناس لأن صديقتها الوحيدة تركتها لترتبط بأخرى، ورغم تعاطفنا مع هؤلاء الأشخاص وهذه الحالات إلا أنهم وقعوا في خطأ فادح يوضحه لنا الدكتور أشرف شاهين: " وخطؤهم يكمن في أنهم وجهوا حبهم وعواطفهم واهتماماتهم لشخص واحد، ولم يعد في دائرة حياتهم سوى هذا الشخص أياً كان, فحينما خرج هذا الشخص من هذه الدائرة - وقد كان يمثل مركز الدائرة- انهارت هذه الدائرة، ولو أنهم قد جعلوا لدائرة حياتهم أكثر من مركز " فهذا مركز حبهم لله تعالى, وهذا مركز حبهم لذواتهم, وهذا مركز حبهم للمحيطين بهم لسهل عليهم رغم ما كان سيعتمل في قلوبهم من حزن أن ينتقلوا بدائرة حبهم إلى مركز آخر لتدور الحياة، وللأسف فهذا شأن كثيرين يحصرون حبهم وعواطفهم واهتماماتهم في شيء واحد حتماً سيزول أو يذبل، ومعها تزول وتذبل حياتهم . لذلك يجب أن نسعى جاهدين لأن يكون لنا نصيب من حب كل شيء حتى يصبح الحب حالة وصفة، وليس فقط موقفاً أو علاقة، كما يجب علينا ألاّ نتعامل مع أي إنسان وكأنه النبع الوحيد للحب في الدنيا، ولابد أن نوزع اهتماماتنا الإنسانية بين كل من نحب وكل من هم حولنا، كلا على قدر مكانته وحبه وما يستحق، فقد يموت هذا الشخص أو يخون أو يغدر أو ينسى أو أو أو ... الخ فتتوقف حياتنا وتنهار، وقد نهى الشرع عن التعلق بغير الله تعالى، ومن تعلق بشيء غيره سبحانه عُذِّب به . للمطلقات فقط: تقول الأستاذة شيماء في كتابها الرائع: أنا وأنت بحاجة للحب، لأن الرغبة أن نكون محبوبين دافع فطري متأصل فينا جميعاً , لكنخ ماذا إذا حرمنا نعمة الحب من الزوج ألا يمكن أن نجدها عند غيره ؟ - ألا يمكن أن نجد صديقات مخلصات أو أخوات في الله محبات أو قريبات وفيات ؟ - ألا يمكن أن ننثر بذور الحب لمن حولنا، فتنمو حباً منهم لنا ؟ أخيراً : تذكروا من تعلق بغير الله عذب به
أحلام القبيلي
لا تتعلق بغير الله 1142