ومن الطبيعي حدوث الخلافات بين الناس والنزاعات والمشاكل, والغضب صفة إنسانيه, لكن المرفوض أن يعيش الإنسان بأعصاب متوترة ويخالط الناس وهو أشبه بقنبلة إذا لم يكن ببالون, يثور لأبسط المواقف وينفجر فيهتك الأستار ويكشف الأسرار، ويقول ما لا يجوز أن يقال, يعني بالعامية " يقشع" فما عاد يذكر وداً ولا يرعى عشرة ولا يخاف الله ولا يستحي من الناس.. فهناك كلام لا يجوز أن يقال مهما بلغت شدة الخلاف والصراع وهناك تصرفات لا يجوز أن تفعل كأن تتهم إنساناً في عرضه أو تمن عليه بعطية أو تعايره برزية.. " ولا تنسوا الفضل بينكم" : وهل تصدقوني إذا قلت لكم إني سمعت أماً تقول لابنتها أثناء مشادة حدثت بينهما "أحسن لك كما شفضحك". وقد ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أن النساء أكثر أهل النار ولما سئل عن السبب قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت =: ما رأيت منك خيراً قط".. ولم يعد هذا الخلق الكريه المفضي إلى النار صفة نسائية أو يخص العلاقة الزوجية فقط, فقد أصبح سمة سائدة في كل العلاقات الإنسانية في الرجال والنساء، يحسن الواحد إلى الآخر دهراً فإذا رأى منه سيئة واحدة قال: ما رأيت منك خيراً قط. وهذا ينطبق على الجميع, فكل من يكفر الصديق أو القريب أو الجار لاشك أنه سيجازى بما أخبر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. إذن: الغضب شيء طبيعي وصفة إنسانية, لكن الغير طبيعي أن تغضب فتنفجر كقنبلة نووية. شعرة معاوية انقطعت: يقول معاوية رضي الله عنه: "لو كان بيني وبين الناس شعرة لما انقطعت, إذا شدوا أرخيت وإذا أرخوا شددت".. وها نحن نفتقد شعرة معاوية في معاملاتنا, لأن كل طرف يشد من جهته, وكل جماعة مصممة على رأيها والنتيجة تنقطع الشعرة ونجلس "صُلع".
أحلام القبيلي
الخلافات بين الناس!! 1173