هل أنت مصاب بالاكتئاب؟ هل تحاوطك المخاوف؟ هل يقض مضجعك القلق؟ هل تستوطنك الأحزان؟ هل تفتقد لذة الشعور بالسعادة؟ إذا كنت تعاني من ذلك فأعلم أن في إيمانك خلل، وأن هذه الأمراض ليست سوى أعراض!! قال تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى) وصدق القائل " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها فلن يدخل جنة الآخرة" ومن علامات الإيمان السكينة والاطمئنان فإذا كنت تعاني من الاكتئاب، فأنت قانط من رحمة الله الواسعة" ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون". وإذا كنت تعاني الخوف والقلق، فأنت تشك في الله ولست متوكلاً عليه " ومن توكل على الله كفاه، وعن الخلق أغناه، ومن الأعداء نجاه". وإذا كنت تعاني من الأحزان ، فلست راضيا بما كتب الله لك " والرضا جنة الله في الأرض" وإذا كنت تعاني من ذلك كله فأنت بعيد عن الله. فراجع نفسك وتفقد إيمانك، فعلى قدر اضطراب علاقتك بالله تعالى تضطرب نفسيتك. وحاشا لمؤمن بالله أن يعيش حياته في هم وغم وكآبة. " وإذا تعلقت القلوب بربها. طابت لها الدنيا برغم أساها. قل للأماني السائرات لربها. الله يسمعها ولا ينساها" ولا خلاف في أن الحياة لا تخلو من الرزايا والمصائب والمنغصات. فهي دار بلاء واختبار، وهي ممر وليست مقر. وليست السعادة أن لا تشعر بالألم. ولا يغزوك القلق. ولا يقتحم أمنك الخوف. ولا تمر بسكك الأحزان. فذلك محال محال محال... لكن المؤمن بربه يعلم علم اليقين أنها محطات سيغادرها، ومراحل سيجتازها، وغيوم ستنقشع، ولحظات عابرة ، فلا يستسلم لها، ولا يسمح لها بالسيطرة على حياته يواجهها بالتفاؤل وحسن الظن بالله تعالى هو على يقين أنها زائلة والأجر باق عند الله وما عند الله خير وأبقى ورحم الله الشافعي حين قال: دع الأيام تفعلُ ما تشاءُ وطب نفساً إذا حكم القضاءُ ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاءُ
أحلام القبيلي
أعراض وليست أمراض 1222